سبعة على سلم ريشتر، تلك هي الدرجة الكارثية التي أصبحت عليها سيتكومات رمضان 2005 التي ضربت المغرب. وهي درجة ثقيلة وكفيلة بأن تدفع الحكومة إلى أن تعلن بأن القناتين الوطنيتين منطقتان منكوبتان، ولعل ما يعززذلك، هذا السيل من معونات الإشهارومساعدات من الإعلانات التي تتدفق عليهما،فيما الإبداع المغربي يتلاطم مع الأمواج المتلاعبة به، دون أن ترسيه على برالأمان، إنهاكارثة تتراكم عاما بعد عام وتتفاقم رمضان تلو رمضان. وكثيرة هي الأقلام التي انبرت إلى انتقاد هذه الأعمال والتصدي لها ولمستواها المتواضع وخاصة سلسلتيعائلة محترمة و العوني، إلا أن القليل إذ لم يكن من النادر من تطرق إلى سلسلة سير حتى تتجي(!؟). إنها السلسلة الأقل سوءا وسط السيتكومات الثلاثة والأفضل حسب سلم ريشتر للنكبات التلفزيونية ، لكن هذا لا يشفع لها عودتها وظهورها بهذا المستوى في عامها الثاني، بمعنى أنها قد تكون اكتسبت بعض النضج والخبرة لعدة اعتبارات أخرى من بينها وجود اسمين بارزين في عالم الفكاهة و السخرية وتم رصد إمكانات لا بأس بها وراهنت تلفزة دار البريهي عليها، وتم اختلاق ضجة كادت تعصف بالسلسلة كلها وترمي بالفنانين إلى خارج الشرط(التوش) .كما أن التغيرات التي أدخلت لم تكن موفقة إلى حد كبير واجترارية لمواقف سابقة،لم تضف جديدا للعمل. ولم يكن هناك داع لإسناد دور لعنصرجديد (نسرين /كعب الغزال) التي نجحت في تقليد سناء عكرود وفشلت في تقديم مسحات داعبة على غرار مايعرف عن المراكشيين. وتفتقد السلسلة إلى أهم مكونات العمل الدرامي وهو العقدة التي تتأسس عليها بدايةالسلسلة ونهايتها؛فكل حلقة أشبه بفندق، كل يوم يستقبل ضيفا جديدا لايغني العمل بشيء، بقدر ما يملأ الفراغ والثغرات ويطيل الوقت،كما أنها تسيرعلى نفس السكة وتصب في نفس القالب دون أن تعرف أي حلقة تغيرا أو تميزا عن سابقتها:مدير، ضيف جديد، اجتماعات ، مواضع متشابهة، حوارات يصل بعضها إلى حد الاستبلاد والاستهزاء بعقول ومستوى المشاهدين، وكأن العمل موجه إلى جمهور الصغار الذين صاروا يميزون بين الغث والسمين، وبين السيئ والجيد بفضل الاختيارات الفضائية المتاحة أمامهم، فبالأحرى الكبار. وتنعدم في السلسلة الفرجة والمتعة وتفتقد إلى هدف محدد( لولا استئناس المشاهدين بالجم والخياري)، كما أن اللغة الموظفة ضعيفة والحوار غير منطقي، وغاية في البساطة والتكرارية وكأنها تخاطب جمهورا من المتخلفين عقليا، يضحكهم أي شيء وليس جمهورا أصبح يمتلك حسا وذوقا ومناعة وحق الاختيار أمام تعدد القنوات الفضائية العربية. ومما يزيد في خيبة الأمل و الإحباط أن أحد كتاب السيناريو ومؤلفي العمل، يشغل في نفس الوقت رئيس لجنة قراءة وانتقاء النصوص و المشاريعالمعروضة على القناة الأولى، وهي لجنة تحتكم إلى عدة معايير ومقاييس فنية وأدبية وتقنية على أساسها يتم اختيار العمل الجدير بالعرض والمشاهدة. والسؤال هل عرضت تلك الأعمال على اللجنة ك أيتها الناس كما يقول ثرثار العائلة المحترمة وأجازته على غرار الأعمال المودعة لديهم، أم لم تعرض؟ وهل إذا قرأت اللجنة هذا العمل مع حذف أهم الأسماء والأبطال منه، هل كان سيحظى بالموافقة؟ علم ذلك عند ربي العليم الحكيم.