أنهى المخرج السينمائي جمال السوسي الأسبوع الماضي تصوير أول فيلم تلفزيوني أمازيغي ناطق بالريفية، بعنوان إمزورن من إنتاج شركة دعاء للإنتاج السمعي البصري. وقد شارك في الفيلم الذي رصدت له ميزانية 100 مليون سنتيم ومول من طرف الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، نجوم سينمائية مغربية معروفة أمثال ثرية العلوي وريم اشبابو، إضافة إلى ثلة من الممثلين الريفيين الهواة الذين سبق وأن قدموا عروضا مسرحية ناجحة بالناظور وباقي مدن المملكة، أمثال سعيد المرسي، فاروق أزنابط، لويزة بوسطاش، طارق الشامي ومحمد الحافي (ريفي مقيم بإسباني). و الفيلم الذي تطلب تصوير أحداثه 15 يوما بمدينة الحسيمة ومنطقة إمزورن التابعة لها، وهي أكبر المناطق المتضررة بالزلزال الذي ضرب الحسيمة فبراير ,2004 عبارة عن دراما اجتماعية تعالج المشاكل التي تعاني منها بعض الأسر بالريف وتفاعلها مع ما عرفته المنطقة وقت وقوع الزلزال. و أفاد أحد المشاركين بأن الفيلم الذي يعتبر الأول من نوعه لقي ترحيبا كبيرا من لدن سكان الريف بحيث قدموا تسهيلات مهمة ساهمت في التخفيف من عوائق التصوير، مشيرا في تصريح لـالتجديد بأن منطقة الريف تختزن ثروة إبداعية كبيرة تنتظر رفع التهميش الإعلامي والفني المفروض عليها طوال السنين الماضية. و من جانب آخر، أكد بعض الممثلين المسرحيين بالناظور لـالتجديد عن امتعاضهم من الطريقة التي تمّ بها اختيار الممثلين، والتي قالوا بأنها غير عادلة، كون بعض المشاركين منهم دون المستوى، على حد تعبيرهم. وقال واحد من هؤلاء رفض الكشف عن إسمه لـالتجديد إنه بعد مشاركتنا في مهرجان مسرح تطوان، التقينا بمخرجين سينمائيين وعدونا بإجراء اختبار من أجل اختيار 7 ممثلين سيشاركون في الفيلم الأمازيغي حول الزلزال، لنفاجأ ـ حسب معلومات توصلنا بها- بأنه تم اختيار هؤلاء السبعة قبل إجراء الاختبار في المركب الثقافي بالناظور، مؤكدا بأن الاختيار حكمته المحسوبية بشكل واضح وأن إجراء الاختبار كان مجرد مسرحية ولأغراض أخرى. يذكر أن معايشة المنتج لأحداث الزلزال الذي ضرب الحسيمة، كانت الدافع الأساس لإنتاج هذا الفيلم الذي صورت أحداثه في منطقة كانت الأكثر تضررا بالزلزال، لينتهي الفيلم بمشهد مثير، يظهر نجاة طفل ولد في اللحظة التي كانت الأم تلفظ فيها أنفاسها الأخيرة حينما كانت تحت الأنقاض وهو ما يؤكد خحسب المنتج ـ استمرارية الحياة رغم الضربة القوية التي تلقتها المنطقة جراء الزلزال.