لافتة كبيرة في أحد شوارع بنغازي الكبرى تقول بالإنجليزية: ''لا للتدخل الأجنبي، الشعب الليبي قادر على تحقيق هدفه وحده'' للتعبير بوضوح عن رفض الثوار الليبيين أي عملية عسكرية من المجتمع الدولي تسلبهم انتفاضتهم وتحرف أهداف ثورتهم المجيدة. فيما يرتقب أن يكون وزراء الخارجية العرب قد أعلنوا أمس رفض الجامعة العربية لأي تدخل أجنبي في ليبيا، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه دول أخرى رسميا مثل المغرب ومصر. كما رفضت منظمة المؤتمر الإسلامي، من جهتها، بشكل قاطع أي تدخل عسكري محتمل في ليبيا. وعبرت فرنسا عن موقف مشابه، وقال وزير خارجيتها الجديد، آلان جوبيه، إن تدخلا عسكريا للحلف الاطلسي في ليبيا أمر ''ينبغي درسه بإمعان''، محذرا من أنه قد يأتي ''بنتائج عكسية تماما'' لدى الرأي العام العربي. وحاول القذافي نفسه في خطابه أمس إثارة الشعور الوطني لدى الليبيين ضد الأجنبي، وقال إن الليبيين مستعدون للموت عن آخرهم إذا دخلت أمريكا أو قوى أجنبية أخرى إلى ليبيا، وأبدى استعداده لتقديم تنازلات للثوار، لكن بشرط التوقف عن القتال. ويحذر مراقبون أن تلجأ الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى احتلال ليبيا بمبرر إسقاط القذافي، وهو ما يرفضه الثوار جملة وتفصيلا، وأعلنوا استعدادهم لمواجهة أي قوات أجنبية تطأ الأرض الليبية. حتى لا يتكرر السيناريو العراقي مرة أخرى بالمنطقة. هذا، وتستمر المواجهات بين الثوار وقوات القذافي التي حاولت استرجاع مدينة البريقة، لكن الثوار استطاعوا التصدي للموالين لديكتاتور ليبيا واسترجاع السيطرة عليها وعلى مطارها، كما سيطروا على مدينة مسلاتة التي شرق طرابلس وتبعد عنها ب 100 كلمتر، ونقلت تقارير وكالات أنباء أن قوات القذافي لجأت إلى قصف جوي لمواقع عديدة في مدينة أجدابيا وشمالها وغربها، في حين يستعد سكان المدينة لموجهات برية من قبل الكتائب الأمنية.