في هذه الحلقة نتحدث بفضل الله عن دار القرآن بالمدينة الجبيلة أمينتانوت، والتي فتحت أبوابها سنة1999 كفرع لجمعية الدعوة الى القرآن و السنة – مراكش. يقول رئيسها عمر أبو زيد إن الجمعية جعلت في مقدمة اهتماماتها تنظيم حلقات قرآنية لتحفيظ كتاب الله تعالى يشرف عليها مؤطرون أكفاء بعضهم ممن فرغته الجمعية لهذه المهمة، و البعض الآخر من المتطوعين .فكانت بعض هذه الحلقات تشرع في دورها بعد الصبح مباشرة إلى الظهيرة وتستأنف بعد صلاة العصر ,و بعد صلاة المغرب يكثر الوافدون على الدار, فتقام أربع حلقات لاستيعاب الحاضرين مع مراعاة تفيئهم حسب اختلاف مستوياتهم, مع العناية بالأداء حسب قواعد التجويد. ويضيف الاستاذ أبو مجد إن دار القرآن بالمدينة تخرج منها بحمد الله تعالى وتوفيقه عدد من حفظة كتاب الله تعالى من أبناء المنطقة و كذا من الوافدين عليها من مناطق اخرى بلغ عددهم اكثر من 15 حافظا . كما اولت الجمعية اهتماما بجانب تقريب كتاب الله تعالى لعموم الناس بالمنطقة بحيث يجتمع الحفظ مع الفهم و التطبيق ,فخصصت درسا للتفسير باللهجة المحلية الشلحة . و في جانب الاهتمام بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم خصصت الجمعية يوما لمدارسة هذا المصدر العظيم من مصادر الدين , و قد وقع الاختيار على كتاب الترغيب و الترهيب للإمام المنذري رحمه الله, وهذا الكتاب النفيس يعتبر موسوعة تربوية , فكان ذلك روضة نبوية يتلقى فيها الوافدون على الدار توجيهات نبوية و إرشادات أخلاقية جعلت منهم – بفضل الله تعالى - نماذج رائعة في السلوك الحسن و التربية المستقيمة و الحرص على الصالح العام. كما أولت الجمعية عناية كبيرة بالمرأة , حيث خصصت يوما في الأسبوع لشقيقة الرجل في وجوب تعلم أمور دينها , فوضعت لهن برنامجا متكاملا في التحفيظ و التعليم لكتاب الله تعالى و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم . هذا إلى جانب تخصيص حصص تعليمية لمبادئ القراءة و الكتابة في إطار محو الامية بالنسبة للقاصرين. وهكذا استمرت الجمعية بحمد الله تعالى، يضيف الاستاذ أبو المجد في تأدية دورها التعليمي و التربوي ' إلى ان جاء القرار الغاشم بإغلاق دور القرآن – و الذي لم تسلم منه الدار بمدينتنا , و ذلك إثر الأحداث الإجرامية بالدارالبيضاء في 16 ماي 2003 .فأخرج الأطفال – و هم يحملون المصاحف و الألواح بأيديهم – من دار القرآن الكريم بغير ذنب اقترفوه و الله المستعان .