نثير الانتباه إلى كارثة وشيكة الوقوع ستعزل لا قدر الله شرق المغرب عن غربه ويتعلق الأمر بالطريق الرئيسية التي تربط بين فاسوتازة والسكة الحديدية المحاذية لها واللتان توجدان على حافة الانهيار والانجراف عند النقطة الكيلومترية فاس 56 وادي أمليل .32 نشير إلى أن الطريق الرئيسية الرابطة بين تازةوفاس والتي تمر غرب خميس سيدي عبد الجليل بمحاذاة سد علال الفاسي جنوبا بسفح كدية مكونة من صخور الأرجيل الشديدة التأثر بعوامل الطبيعة ذات العلاقة بفصلي الصيف (الجفاف) والشتاء (المطر)، مع العلم أن عاملا ثانيا قد انضاف لهذه المعادلة ويتعلق الأمر بمياه السد الذي امتلأ عن آخره نهاية فصل الأمطار السابق التي تبلل باستمرار تربة السفح المذكور بمحاذاة الطريق مما جعل هذه الأراضي عرضة لحركة انسياب بطيء إلى اسفل. ونظرا لهذه العوامل توجد هذه الطريق على مسافة بضع كيلومترات في حالة تستدعي التدخل المستمر لتسوية التشوهات التي تحدث. إلا أن الأمر الخطير هو ذلك المقطع من الطريق الذي يوجد عند النقطة الكيلومترية المذكورة أعلاه والذي أصبح خلال هذا الصيف (فصل الجفاف الذي هو عامل من عوامل تثبيت التربة الطينية (الأرجيلية)) في حالة متردية وخطيرة بحيث لم تتوقف الأرض عن الانخساف المتواصل. أمام هذا الوضع المزعج فإن كل ما تفعله المصالح المختصة (إن كانت هناك مصالح مختصة) هو ردم مكان الخسف ب الكاياص بحيث تفرغ الأطنان منهذه المادة لتمكين السيارات والحافلات والشاحنات من المرور في ظروف أقل ما يقال عنها أنها سيئة، فكيف إذن عند هطول أولى الأمطار عن قريب إن شاء الله. أتذكر عندما وقفت بسيارتي على حافة هذا المقطع من الطريق المتهاوية أواخر فصل الربيع الماضي وكان قد انهار وانخسف بمايقرب 20 سنتمتر ولم يكن قد ردم هذا الخسف بالكاياص، إنه لمشهد مرعب حقا. الأخطر من هذا كله هو أن السكة الحديدية التي تمر بمحاذاة هذه الطريق لن تنجو هي الأخرى من الانجراف المتوقع (الاشياء بمسبباتها). أن تنخسف الأرض والطريق التي تمر بها فهذا أمر طبيعي لا أحد يمكنه أن يعترض أو أن يغير من قدر الله لكن الأمر الخطير هي أن المصالح المختصد لا يجب أن تبقى تتفرج على ما يحدث دون استباق الحدث الواقع جزما (الأشياء بمسبباتها) علما أنه لا يمكن إيجاد أي حل لجعل الطريق باسفل هذا السفح إذا انهارت، حيث لم تأخذ السلطات الاحتياطات اللازمة منذ نهاية فصل الشتاء للعمل على فعل ما يمكن فعله حتى لا تقع كارثة عزل شرق المغرب عن غربه. مواطن غيور