ليلة الدخلة هكذا يطلقون عليها ، ولكن هل هي حقا ليلة واحدة أم أنها عدة ليال ... قد نختلف معا أو نتفق حول هذه الليلة ، ولكن مما لا شك فيه أنها تشبه ليالي ألف ليلة وليلة وتنتهي ليلة لننتظر الليالي الأخرى . قد تبدأ ليلة الزفاف أو ليلة الدخلة بأوهام عن فض غشاء البكارة ، وقد تبدأ بخوف ورعب عما يدور في تلك الليلة ، وقد تبدأ بحدوث مشاكل جمة للزوج و للزوجة على حد السواء ، مما يضغط على أعصابهما في ضرورة إنجاز المهمة وإلا حدثت الفضيحة ، وتحدث الناس عن فشلهما الذريع . المهم أنها تبدأ بزاوية معينة تختلف من شخص لآخر ولكن العبرة بنهاية هذه الليلة ، هل هي نهاية سعيدة حقا أو نهاية مؤلمة . المشكلة الأساسية التي تواجه الزوجين منذ الليلة الأولى لزواجهما هي صعوبة الإتصال الجنسي خاصة بين الشباب حديثي الزواج عديمي الخبرة ممن ليست لديهم أية معلومات عملية حول تلك العلاقة المشتركة ، هي معلومات غالبا ما يتلقاها الزوج أو الزوجة بشكل مغالط للحقائق و قد يكون القصد منها زرع الخوف و الرهبة ، وطرفا المشكلة بالطبع الزوج و الزوجة ، فنجد أن الزوج نتيجة للضغط الإجتماعي و الإصرار على اتمام الدخلة في تلك الليلة بالضبط وليس في غيرها ، وفي ظروف صعبة قاسية بين انتظار الأهل في الخارج وخوف الزوجة في الداخل ، هو علامة الرجولة و الفحولة في نظر أهل العريس ورمز الشرف و العفة في نظر أهل العروس ، وهي في نظري عادة سيئة علينا تخطيها و اجتنابها . فالزوجة ينتابها الرعب و الخوف بالإضافة إلى الحالة النفسية السيئة و المهينة التي تجد نفسها فيها ، وغالبا ما تستسلم لرغبات الأهل فتكون العواقب جد وخيمة .وهنا نجد أن للزوج دورا كبيرا في توفير الراحة النفسية لزوجته كما أن له دورا كبيرا في تحطيم نفسيتها خاصة إذا ما حاول اثبات رجولته في تلك الليلة رغبة منه في إرضاء الأهل كما ذكرنا ، وفض غشاء البكارة في حد ذاته عملية سهلة جدا ليست معقدة كما يتصورها البعض ، – حسب رأي بعض الأزواج الذين سبق لهم أن عاشوا تلك الليلة - وهذا يمكن تخطيه إذا كان لدى الزوجين معلومات سليمة عن هذه العملية . وما لا يعلمه بعض الأزواج أن فض غشاء البكارة عملية قد تكون مؤلمة للزوجة ومؤثرة على حالتها النفسية مصحوبة بنزيف حاد ، إذا كان الزوج جاهلا بما يفعل ، موضوع النزيف هذا من الأمور التي يجب أن يفهمها الزوج حيث إن كثيرًا من الشبان من يتخيل أن مسألة فض البكارة مذبحة بشرية ينتج عنها دماء كثيرة وينتظر صاحبنا ( العريس ) الدم أو يبحث عنه فلا يجده ؛ فتثور ثائرته أو على الأقل تبدأ الشكوك !! وهنا يجب أن يتعلم الشاب ماهية غشاء البكارة ؟ وما معنى الفض ؟ وما كمية الدم المتوقعة ؟ .لابد أن يعلم أنه غشاء رقيق يتغذى ببعض الشعيرات الدموية، وأن عملية الفض تؤدي إلى تمزق هذا الغشاء جزئيًا مع انفجار بعض هذه الشعيرات الدموية الدقيقة وعليه تكون كمية الدماء المتوقعة نقطة أو نقطتين، فإذا أضيفت إليها الإفرازات الطبيعية التي تفرزها المرأة فإن الناتج في أغلب الحالات هو بقعة من الإفرازات تتلون بلون وردي خفيف قد يحتاج إلى جهد لرؤيته إذا لم يكن لون الفراش أبيض . و المشاكل التي يتعرض لها الأزواج في هذه المرحلة بالذات ، هي نتاج الخوف الرهيب الذي ينتاب الزوجة من هذه العملية مما يجعل عضلاتها تتقلص و بالتالي تنشأ صعوبة في اتمام عملية الإتصال .. و الزوج هنا يحاول اتمام العملية بأي وسيلة ممكنة .. ومع هذه المحاولات يحدث له ارتخاء نتيجة القلق وتأزم الحالة النفسية وهنا تبدأ التأويلات ، فهو يعتقد أنه فشل في حياته الزوجية ولا أمل في علاجه وغالبا ما يرجع السبب إلى السحر و السحرة وتبدأ فصول جديدة من الشعوذة و الأفكار المشوشة التي تزيد الطين بلة فيتعرض كلا من الزوج و الزوجة لضغط رهيب حيث يخضعان لمجموعة من تجارب ( التفوسيخة ) الواحدة تلو الأخرى ، فالجمهور في انتظار سماع آخر الأخبار و الأهل حائرون خلف الأبواب ... في هذه اللحظة بالذات يخيل إليك وكأنك في معركة ولست في ليلة زفاف ، فالجدات و الأمهات بأفكارهن السوداوية التي ورثنها عن أسلافهن هي في غالب الأمر مجرد بدع وأوهام ، فالأمر لا يحتاج إلى كل هذا العناء كما لا يتعلق بسحر ولا بمسحور وإنما هي ضعف في الثقافة الجنسية ليس إلا ، ففاقد الشيء لا يعطيه .فهي مجرد أعراض عابرة هي نتيجة الإرتباك و الخوف و القلق ، ولهذا فمن الضروري أن تكون لدى الأزواج ثقافة جنسية مسبقة ، وهذه الثقافة تبدأ علميا من المدرسة وانسانيا من البيت ، وهنا نصادف الكثير ممن يعارضون هذه الفكرة بدعوى أن أجدادنا وآباءنا اجتازوا هذه المرحلة دون أن تتكون لديهم أية ثقافة جنسية فهذه فطرة فطر عليها الإنسان على حد قولهم ، لكن لا يجب أن ننسى أن الفطرة تحتاج للصقل يا إنسان .وفي الأخير لا يسعني إلا أن أقول أن الله انعم علينا بملكة هي ميزان الأمور بها ميزنا عن سائر البهائم من الأنعام و بها يكون الإنسان انسانا ، فمن احسن استخدامها فقد اصاب عين الصواب و من تهاوى في استخدامها فهو يتوهم أنه انسان . في الأخير هذا رأيي ولكم آراءكم