الخط : إستمع للمقال لا يتوقف هشام جيراندو عن الكذب والافتراء وتحريف الحقائق. بل إن هذا النصاب تجاوز كل آليات التزييف العميق Deepfake، وتخطى كل حدود التشهير والابتزاز المعلوماتي، وصار يصنع الحوادث المرورية الوهمية مثله مثل أولئك الذين يحتالون على شركات التأمين. ففي آخر خرجة احتيالية لهشام جيراندو، نشر هذا النصاب صورة قديمة لحادثة سير وقعت بمدينة الرباط في ماي 2021، أي منذ أكثر من أربع سنوات، وادعى بأنها حادثة مرورية جديدة تسبب فيها وزير العدل عبد اللطيف وهبي. ولم يكتف هشام جيراندو باختلاق حادثة سير وهمية، ونشر صور لحادثة مرورية قديمة تعود لسنوات، وإنما ادعى كذلك بأن "مصادره الخاصة" أكدت له بأن وزير العدل عبد اللطيف وهبي تم نقله للمستشفى في وضعية حرجة وأنه يصارع حاليا الموت (المزعوم طبعا). والملاحظ الأساسية هي أن هشام جيراندو أصبح طُعما سهلا لكل من أراد أن ينشر الأخبار الزائفة والتشهير بالناس! فهذا النصاب لا يكلف نفسه حتى عناء التحقق من الصور التي يتوصل بها أو يعثر عليها في صفحات الفايسبوك! فصورة الحادثة المرورية التي نسبها لعبد اللطيف وهبي هي صورة قديمة ومتاحة للعموم في مختلف الوسائط المفتوحة، ويمكن لأي مبتدئ في الشبكات التواصلية أن يعثر عليها بسهولة ويتحقق من صحتها. لكن مدارك هشام جيراندو ضعيفة جدا في مجال المعلوميات! وهذه ليست شهادتنا وإنما هي شهادة ابن شقيقته عبد الرحيم، الذي يقضي حاليا عقوبة سجنية بسبب تورطه في شبكة خاله الإجرامية المتخصصة في الابتزاز والتشهير. أكثر من ذلك، لو تحرى هشام جيراندو قليلا قبل أن يهرول لنشر خبر هذه "الكسيدة الوهمية"، لوجد أن إشاعة مماثلة سبق نشرها منذ عدة سنوات، وتحدثت وقتها عن إصابة عبد اللطيف وهبي بجروح خطيرة في حادثة سير، قبل أن يكذبها الوزير بنفسه ويعتبرها مجرد إشاعة مغرضة لا أساس لها من الصحة ! وتثير هذه الفضيحة الجديدة التي سقط فيها هشام جيراندو سؤال المصداقية فيما ينشره من أراجيف ومهاترات، كما تطرح أكثر من علامة استفهام حول طبيعة مصادره المزعومة التي يدعي بأنها تُوَّرِدُ له هذا النوع من الأخبار الزائفة!. وفي سياق آخر، له علاقة طبعا بالدعاية المغرضة والمضللة لهشام جيراندو، خرج هذا الأخير بتصريحات مغلوطة وسريالية، يدعي فيها بأن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي تم تنزيل مرتبته في البروتوكول الملكي خلال أداء التحية الرسمية لجلالة الملك بمناسبة عيد الأضحى المبارك! وزعم هذا النصاب بأن عبد اللطيف حموشي لم يعد يؤدي التحية لجلالة الملك مباشرة بعد الفريق أول محمد حرمو قائد الدرك الملكي! واستنبط لوحده، مثل أي شخص يحسب بمفرده، بأن كل هذا يعد تحجيما لدور عبد اللطيف حموشي في المحيط الملكي! ولا نعلم، ما إذا كان غرور هشام جيراندو أو ربما هي سذاجته ورعونته المفرطة، هما من صورا له بأن البروتوكول الملكي صار يتابع خرجاته السمجة، ليرتب على ضوئها كيفية ترتيب المسؤولين الذين يؤدون التحية الرسمية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله. فهل يدرك هذا النصاب بأن أداء التحية الرسمية بين يدي جلالة الملك في المناسبات الوطنية والدينية يخضع لبروتوكول دقيق ومنظم منذ عقود؟ وهل يعلم هشام جيراندو بأنه مجرد نكرة أو "لا شيء" كما قال عنه حاضنه ومموله السابق الدكتور مصطفى عزيز؟ وهل يعرف كذلك بأن البروتوكول الملكي لا يكترث لما يصرح به المدانون والنصابون في مواقع التواصل الاجتماعي؟. فالبروتوكول الملكي يقضي بمرور الشخصيات بالتتابع حسب الدستور، من رئيس الحكومة ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين، والمؤسسات القضائية والدستورية، ثم المسؤولين العسكريين والأمنيين! ولم يسبق للمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني أن أدى نهائيا التحية الرسمية لجلالة الملك في الأعياد الدينية أو الوطنية مباشرة بعد قائد الدرك الملكي (وهناك تسجيلات تلفزية كثيرة توضح ترتيب هذا البرتوكول الملكي). فقائد الدرك الملكي يؤدي التحية الرسمية في المناسبات الوطنية والدينية لجلالة الملك بصفته العسكرية، ويكون عادة متبوعا بجنرالات الجيش ومختلف ألوية القوات المسلحة الملكية، قبل أن يأتي دور المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني والمدير العام للدراسات والمستندات. لكن ربما وقع هشام جيراندو في خلط بين الأزياء الوظيفية لكل من قائد القوات الجوية الملكية، الذي عادة ما يتبع قائد الدرك الملكي في أداء التحية الرسمية لجلالة الملك، وبين الزي النظامي للمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي! فكلاهما يرتديان زيا نظاميا أزرق اللون، وكلاهما يتوفران على بنية جسمانية طويلة! فهل هذا هو سبب الخلط والتشابه الذي وقع فيه هشام جيراندو؟ أم أن هذا النصاب يحاول تصريف أجندات دعائية ممنهجة تستهدف المؤسسات الوطنية والمسؤولين المغاربة، حتى وإن اقتضت مصلحته الدعائية اختلاق الحوادث المرورية الوهمية وتحريف البروتوكول الملكي! الوسوم الأمن المغرب الحموشي المغرب هشام جيراندو