تحت شعار: “عاش المعلم في الورى قنديلا”، نظمت إدارة وأطر مدرسة المنظر الجميل بأفورار إقليمأزيلال حفل تكريم على شرف الأستاذين الكريمين حسن مقير و فاتحة خليل، الأول بمناسبة إحالته على التقاعد والثانية بمناسبة انتقالها إلى مدرسة المنظر الجميل ببني ملال، وذلك صباح يوم الخميس الماضي 27 يونيو 2019، حضره ممثل عن المجلس الجماعي لأفورار وممثل عن السلطة المحلية و مدير المؤسسة لحسن فاريع والأطر التربوية للمؤسسة وأفراد من عائلة المحتفى بهما وزملائهما وأصدقائهما وممثلين عن جمعيات المجتمع المدني، وبعض التلاميذ القدامى للأستاذ حسن مقير، كل هؤلاء أبوا إلا حضور هذا الحفل تكريما للمحتفى بهما، واعترافا بتضحياتهما وتفانيهما في أداء واجبهما المهني والتربوي بحب وإخلاص، وإشادة بعلاقاتهما الطيبة وأخلاقهما النبيلة الفاضلة مع الجميع. بعد افتتاح هذا الحفل المتميز والبهيج بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وأداء تحية العلم الوطني، ألقت الأستاذة سعاد عفيف كلمة باسم الأطر الإدارية والتربوية العاملين بالمؤسسة، رحبت من خلالها بجميع الحاضرات والحاضرين الذين لبوا الدعوة للاحتفاء بمعلمي الأجيال اللذين لم يبخلا يوما بجهدهما في إنجاز الرسالة النبيلة الموكولة إليهما، شاكرة لهما عطاءهما والتزامهما بالقيم الحميدة في تعاملهما مع تلاميذهما و زملائهما والإدارة والآباء والأولياء، والالتزام بالواجبات والمسؤوليات المهنية والتربوية وأدائها بإخلاص وأمانة وتواضع خدمة لمصلحة الوطن، مضيفة أنهم يمثلون بحق القدوة الحسنة للناشئة التي نراها اليوم تتقلد مناصب عالية في مجتمعنا الحالي والتاريخ يشهد له بذلك. وأضافت عفيف أنه من دواعي السرور والاغتباط القيام بهذه الالتفاتة تجاه الأستاذين المحتفى بهما، وهي التفاتة وفاءِ و عرفانِ اهما بعد أنهيا أنهيتا خدمتهما بهذه المؤسسة بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية ونكران الذات في ميدان التربية والتعليم، مؤكدة أن كل ذرة تراب وورقة شجر بهذه المؤسسة تشهد على تفانيهما في العمل وإخلاصهما في أداء الواجب. وأشارت ذات المتحدثة إلى أن حضور هذا الحشد من الناس لحفل تكريم هذين الأستاذين بمناسبة تقاعد أحدهما (حسن مقير) وانتقال الأخرى (فاتحة خليل) يهدف إلى مشاركتهما سعادتهما بأن وصلا إلى نهاية مسارهما العملي النضالي، لأن المشوار طويل والزاد قليل والراحلة لا تطيق حمل ثقل المسؤولية الجسيمة التي قد تبدو للبعض بأنها هينة ولكن لا يعرف وزنها إلا من هم حاملوها. وختمت كلمتها بتوجيه تحية الاحترام والعرفان، والاعتزاز والتقدير، لهذين الأستاذين العلمين الخالدين في السجل التربوي لمدرسة المنظر الجميل، موضحة أنها وزملاؤها في العمل لن ينسوا إخلاصهما وحماسهما وتاريخهما الوظيفي الذي تميز بالعطاء والتضحية ونكران الذات في سبيل أداء الأمانة بكل شرف وصدق؛ راجية من الله تعالى أن يطيل عمرهما و يسدد خطاهما ويمدهما بصحة جيدة وحياة سعيدة وأن يجعل ما تبقى من عمرهما في طاعة الله عز وجل. هذا، وألقيت شهادات من الحاضرين في حق المحتفى بهما ، عبروا من خلالها عن عواطف جياشة ومشاعر صادقة تجاه أستاذين من الجيل الذهبي، بدلا جهدا مقدرا من داخل الفصول الدراسية في سبيل تنشئة الناشئة على العلم والأخلاق الحميدة، واستحضر بعض قدامى تلاميذ الأستاذ (حسن مقير) بداية الثمانيات حيث تلقوا تعليمهما الابتدائي على يديه بمدرسة الأطلس ورقته وعطفه على التلاميذ، ودعوا إلى العمل على تركيز وتكريس ثقافة الاعتراف في منظومة التربية والتعليم، والعمل على تحسين صورة رجل التعليم لأنه يستحق كل خير و تقدير. أما المحتفى بهما فقد ألقوا كلمات مقتضبة، لكنها عميقة المبنى والمعنى، وتعبر بصدق ألم فراق الزملاء والتلاميذ وحتى الفضاء الذي قضوا فيه جزء غير يسير من حياتهما، كلمات مقتضبة لكنها مؤثرة تركت صداها في قلوب ومشاعر الحاضرين، وعبرا فيها ومن خلالها عن امتنانهما واعتزازهما بهذا التكريم الكريم، الذي ترك في نفسيتهما مزيجا من الفرح والأسى ، فاللسان في مثل هذه المناسبات يعجز حقا عن التعبير عما يخالج النفس من مشاعر متباينة، إنها مزيج من الفرح والأسى ، فرح بالحضور الكريم الذي زادهم شرفا، وفرح لأنهم ولله الحمد أنهوا مسارهم المهني بسلام وأمان، أما الأسى فسببه مغادرة هذه المؤسسة العزيزة الغالية وتوديع باقي زملائهم في العمل، كيف لا وقد قضيا سنوات طوال بين ظهرانيها، تقاسما فيها الأفراح والأحزان والتجارب والخبرات مع باقي زملائهم في جو مفعم بالتقدير والاحترام المتبادل. وهو ما دفع بالأستاذ حسن مقير إلى القول: “والله لو كتب لي عمر وحياة جديدة لاخترت نفس المكان ونفس الزملاء ونفس العمل” وبعد الانتهاء من تقديم جميع فقرات الحفل المتنوعة، أقيم حفل شاي على شرف المحتفى بهما والضيوف الحاضرين، كما تم تقديم مجموعة من الهدايا لهما.