الخط : إستمع للمقال دعا أكادميون وباحثون وحقوقيون، اليوم السبت، في ندوة علمية من تنظيم موقع "برلمان.كوم" حول موضوع "التشهير والقضايا الوطنية العادلة من الإكراه إلى الفرصة" إلى مواجهة ظاهرة التشهير التي باتت تشكل خطورة قصوى على المجتمع المغربي وعلى الناشئة. وفي هذا السياق، أوضح المتدخلون أن ظاهرة التشهير تدق ناقوس الخطر على مستوى بعض المواقع الالكترونية والمنصات الرقمية التي بدأت تتخذ من أعراض الناس وشخصيات عمومية مادة لها، وذلك من خلال خلق أخبار زائفة تُضر وتضرب مصداقية مؤسسات الدولة. ومن جهة أخرى أوضح المتدخلون أن المعلومة من طبيعة الحال هي مكفولة للجميع بالقانون الدولي والداخلي، ومن الضروري أن يتم تأطيرها، وعدم السماح لها بالتفشي والانتشار بطريق تُضر بالأشخاص والمؤسسات. وشدد المشاركون في الندوة على أن التشهير والابتزاز يُخلفان مآسي كبيرة، وقد يؤديان إلى الجريمة والقتل ويؤديان إلى الأمور التي تصل إلى المس في الحق بحياة الفرد. ومن جهة أخرى، نادى الأكادميون والباحثون إلى مواجهة الظاهرة بترسانة قانونية قوية، تأخذ بعين الاعتبار أن المغرب أصبح قرية صغيرة وأبوابه مفتوحة على مصراعيها، وهذا يشكل خطر حتى على الأمن الداخلي للدولة. وفي هذا السياق، قال عباس الوردي إن "المسؤولية في هذا الموضوع هي مسؤولية دولة، وهذه المسؤولية يجب أن يتم تأطيرها عبر بوابة التكوين وذلك منذ نعومة أظافر الطفل، كون حريتك تقف عند حرية الآخر". وأضاف ذات المتحدث في مداخلة له أن "هناك العديد من الإشكالات التي تطرحها ظاهرة العولمة، حيث يجب مواكبة الأمر من البوابة المؤسساتية". وتابع الأكاديمي والمحلل السياسي أنه يجب تطوير المنظومة القانونية من أجل التعاطي مع التشهير والابتزاز، كون بعض الأشخاص الآن أصبحوا مهددون في حياتهم وكياناتهم ولُحمتهم الأسرية". ومن جهته قال لحسن حداد إنه من الضرروي إعادة النقاش السياسي إلى الواجهة، مشيرا إلى أن الإعلام العمومي "لا يقوم بدوره فيما يخص النقاش العمومي"، من خلال تأطير نقاش عن طريق حوارات تُشكل حدثا أسبوعيا يتبنى نقاشا "جريئا". وأضاف المتدخل خلال الندوة أنه يجب رصد الظاهرة وفهمها وكذلك تحديد كيفية الرد عليها، مشيرا إلى ضرورة تخليق العمل الصحفي، ووضع أخلاقيات صارمة للمهنة وكذلك استعمال الوسائل الجديدة في العمل الصحفي، بالإضافة إلى وضع التشريعات الضرورية لمواجهة الظاهرة. وتساءل حداد حول الأسباب التي أدت إلى الوضع الراهن في ظل انتشار ظاهرة التشهير، مشدد على تواري دور المثقف المغربي والنخبة ومساهمتهم في النقاش السياسي، مشيرا إلى تواجده بشكل كبير في فترة السبعينات والثمانينيات والتسعينات فيما يُسجل التواري إلى الوراء.