اسمها وقيمة نضالها تجاوزا المرأة السمراء القصيرة القامة ليثيرا إعجاب كل من عرفها، نضالها ضد الجهل والتخلف بدأ عام 1985، يلقبونها ب "الأم تيريزا المغرب"، حضن يتسع لكل أبناء المغرب، لها مبدأ خاص في التعامل مع الأمهات العازبات وأطفالهن، وهبت حياتها لهؤلاء، وناضلت كي تضمن لهم مستقبلا لا ينتقص فيه المجتمع من حقوقهم شيئا. وقوفها شاهدة ذات يوم من عام1985 على لحظة انسانية أثرت في حياة الممرضة الشابة إلى حد شكلت فاصلا في حياتها…أم تتخلى عن رضيعها غير الشرعي لصالح خيرية… في المغرب يلقبونها ب”الأم تريزا” وفي الغرب يستلهمون من تجربتها في اقتحامها للممنوع، وانتشالها بعملها اليومي والقريب لأطفال كانوا سيصبحون من عداد الموتى أو المشردين داخل مزابل الأحياء، لولا الحضن الذي أنشأته يوما لانتشال أمهاتهم، سيدة يحسب لها أنها أول من واجه المغرب بأمراضه واختلالاته بشجاعة وثقة وإصرار. عائشة الشنا سيدة “التضامن النسوي” التي مكنت مئات الأمهات العازيات من الحصول على حياة كريمة بعد أن كانت الأسرة والمجتمع قد لفظاهن بشكل نهائي، بيضاوية الأصل، انتقلت بمعية أسرتها عام 1953 الى مدينة مراكش، لتعود بعد ذلك الى الدارالبيضاء لتلتحق بإحدى المدارس الفرنسية وبعدها بمدرسة حكومية للتكوين في التمريض. دشنت أعمالها التضامنية مع “العصبة المغربية لحماية الطفولة”، مهتمة بالأساس بالتخطيط العائلي. في عام 1972، قدمت عائشة أول برنامج تلفزيوني يُعنَى بالتربية الصحية، كما اشتغلت مع “الاتحاد الوطني لنساء المغرب”، قبل أن تُنشئ سنة 1985 جمعية “التضامن النسوي” لدعم الأمهات العازبات. بذلك، أخرجت الشنا للوجود قصص الاغتصاب وزنا المحارم والاستغلال الجنسي للأطفال والأمهات العازبات والأطفال المُتخلّى عنهم. لم يكن سهلا، بل كان من المستحيل حينها التطرق الى مثل هذه المواضيع، فالمجتمع المغربي يرفض رفضا قاطعا الاعتراف بوجود مثل هذا الظواهر في بلد محافظ. احتضنت 11 أم عازية في اطار جمعية لم يتعد رأسمالها حينها 2000 درهم، بالتدريج، تطور المشروع لتهتم به الصحافة ولتحصل الجمعية على مِنح بعض المحسنين. اليوم، إضافة إلى المطعم الذي أصبح مشهورا، هناك أيضا حمام وقاعة رياضة وصالون للحلاقة، بينما يتم التكفل بالأطفال خلال اليوم حسب نظام حضانة جماعي. راعية الأمهات العازبات، "الأم تيريزا" المغربية، تعيش اليوم مشاكل صحية ومع ذلك مازالت كثلة من العطاء الذي لا ينضب، اذ مازالت جمعية “التضامن النسوي” تعيد إدماج أفواج من الأمهات العازبات في الحياة الكريمة بعد أن تعرضن لظلم المجتمع وحكم عليهن الجهل بالتهميش. واليوم ونحن نحتفي باليوم العالمي للمرأة لا يسعنا نحن النساء الا ان نقف لها إجلالا ونخلد ذكراها ما حيينا. .