الخط : إستمع للمقال في مشهد يعكس بؤس الواقع الاقتصادي والاجتماعي في الجزائر، تصطف طوابير طويلة من المواطنين أمام نقاط بيع أكباش العيد، مشهد يكاد يصبح طقسًا سنويًا يفضح فشل النظام العسكري في تحقيق الحد الأدنى من الكرامة والعيش الكريم للجزائريين، رغم أن بلدهم غني بالموارد الطبيعية، من نفط وغاز، لكن دولة الكابرانات تقف عاجزة عن توفير حاجيات أساسية لشعبها؟ ولطالما تباهى النظام العسكري الجزائري بإمكانياته الاقتصادية وثرائه الطبيعي، لكن هذا التباهي سرعان ما يتبخر أمام حقائق الشارع، حيث يعاني المواطن البسيط من غلاء المعيشة وضعف القدرة الشرائية وغياب التخطيط الاقتصادي السليم، بحيث وبالرغم من انتعاش أسعار النفط والغاز عالميًا، لا يزال المواطن الجزائري يكابد من أجل شراء خروف العيد، تلك الشعيرة الدينية التي كان من المفترض أن تكون متاحة للجميع دون إذلال أو مشقة. إن هذه الطوابير ليست مجرد طوابير لشراء أضحية، بل هي رمز حي لفشل المنظومة الاقتصادية في الجزائر وعجزها عن توزيع الثروة بعدالة، رغم الخطابات الرنانة والوعود المتكررة بالإصلاح الاقتصادي، وعود كانت لتتحقق لو أن هذا النظام استغلال مليارات الدولارات التي يوجهها لدعم الحركات الانفصالية وتكديس الأسلحة، لتحسين أوضاع الجزائريين، لكن هذا النظام يغض الطرف عن أولوية تحسين معيشة شعبه، لأن رفاهية الجزائريين ليست ضمن حساباته. أما الإعلام في الجزائر، فهو مشغول بترويج إنجازات وهمية وتضليل الرأي العام، في محاولة يائسة لصرف الأنظار عن هذا الواقع المرير، فبدلًا من مساءلة المسؤولين عن هذا الفشل المتكرر، يختار النظام التركيز على خلق عدو خارجي وصناعة أزمات وهمية لإشغال الرأي العام. الوسوم الأضاحي الجزائر الطوابير فرنسا