الخط : إستمع للمقال قامت الحكومة الإسبانية بتخصيص ميزانية قدرها مليون و630 ألف أورو لإنجاز دراسة جدوى شاملة حول مشروع إنشاء نفق تحت البحر يربط بين إسبانيا والمغرب عبر مضيق جبل طارق، بعد مرور أكثر من 40 سنة على توقيع اتفاق ثنائي مع الرباط بشأن هذا المشروع، وقد كلفت وزارة النقل الإسبانية الشركة العامة "Ineco" بإنجاز الدراسة التقنية، في إطار برنامج "الجيل القادم للاتحاد الأوروبي" الممول من الاتحاد الأوروبي. وستتناول الدراسة المرتقبة مختلف الجوانب التقنية والمالية والفيزيائية للمشروع، بما في ذلك إمكانيات حفر قاع البحر وتقديرات الطلب على تنقل الركاب ونقل البضائع، إضافة إلى تقييم الجدوى الاقتصادية لاستثمار ضخم بمليارات الأورو، كما تشمل الدراسة تحديد نقطة الربط الإسبانية، حيث يجري النقاش بين منطقتي ميناء الجزيرة الخضراء ومدينة طريفة، بينما سيتجه النفق من الجانب المغربي نحو منطقة قريبة من مدينة طنجة. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن الخطوة الأولى من المشروع تهم إنشاء نفق طوله 38.5 كيلومترا، منها 27.7 كيلومترا تحت البحر، مخصص لمسارين للسكك الحديدية، وسيتم حفر هذا النفق في منطقة معروفة بتعقيدها الجيولوجي ونشاطها الزلزالي، في انتظار تقرير نهائي ستقدمه الشركة الألمانية "Herrenknecht" حول الجدوى التقنية في يونيو 2025. وتأتي عودة هذا المشروع الطموح إلى الواجهة بعد الاجتماع الرفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والإسبانية في فبراير 2022، كما ازدادت أهميته الاستراتيجية عقب فوز ملف المغرب وإسبانيا والبرتغال بشرف تنظيم كأس العالم 2030، حيث سبق لإسبانيا أن وقعت اتفاقية مع شركة "Tekpam Ingeniería" لاستئجار أجهزة لرصد الزلازل، في خطوة تؤكد جدية مدريد في المضي قدمًا نحو تنفيذ هذا المشروع الضخم. الوسوم إسبانيا المغرب نفق بحري