«العربي» تستشرف مدن المعرفة وتحتفي بالأدب والفن الثوريين وتتأمل قصائد ترانسترومر الحائز على نوبل

صدر العدد الجديد من مجلة «العربي» (يناير 2012) بافتتاحية للدكتور سليمان العسكري يتناول فيها موضوعا مهما وهو مدن المعرفة العربية عبر جولة في كتاب يهتم بدول المعرفة الغربية، معرفا بعدد من ابرز نماذج المدن المعرفية الجديدة في اوربا وشرق آسيا، مشددا على احتياجنا إلى بناء مدن معرفية يقوم اقتصادها على رأس المال المعرفي، ولا تعتمد كلية على ودائع نفطية، مدن يتسع صدرها لأجيال قادمة عليها عبء التحاور مع عالم حقق قفزات مذهلة واسعة في تطور البشرية وارتقائها بشكل متسارع. موضحا أنه لا يمكن اعتبار عملية إنشاء مدينة المعرفة أمرا سهلا أو سريعا حيث تحتاج محاولات إنشاء هذه المدينة إلى الدعم الفعال للمجتمع كله، ففي برشلونة مثلا شارك في صياغة ذلك التحول أكثر من 200 مؤسسة يعمل بها مليون و600 ألف نسمة.
وتخصص المجلة في هذا العدد ملفا شاملا بعنوان «الأدب والفن والثورة» يكتب فيه د.عماد عبداللطيف موضوعا بعنوان تأملات في جماليات الثورة المصرية، ويكتب الناقد محمد أبو السعود موضوعا بعنوان «160 عاما من تسويق وإثراء الرواية» يتتبع فيه كافة ما تناوله الأدب العالمي والعربي عن الثورة، وفي السينما يكتب محمود قاسم موضوعا بعنوان: هنا راديو الثورة وإليكم التفاصيل، واخيرا يكتب الفنان التشكيلي عز الدين نجيب موضوعا عن الفن الثوري في عصر عبد الناصر بعنوان «معرض عبد الناصر والحلم.. شذرات من جيل مشروع النهضة العربية».
وفي مقاربة للموضوع من جانب نقدي يكتب فخري صالح موضوعا عنوانه هل تكفي الرواية وحدها للتعبير عن العالم.
وفي إطار متابعة «العربي» للحراك السياسي والثقافي حول طبيعة المجتمعات العربية بعد الثورات تنشر موضوعين أولهما للحبيب الجنحاني بعنوان «حراك الدولة المدنية» يتأمل فيه فكرة مدنية الدولة ومحاولات توظيف الدين سياسيا في المجتمعات الثورية. بينما الموضوع الثاني كتبه الدكتور عبدالله التركماني في العلاقة بين المجتمعين المدني والسياسي.
ويكتب الدكتور عبدالله بشارة موضوعا حول فكرة القوة الدبلوماسية الناعمة متخذا من مجلس التعاون الخليجي نموذجا للتدليل على الفكرة.
وفي إطار احتفاء «العربي» بالشاعر السويدي الحائز على نوبل «ترنسترومر»، يكتب أشرف أبو اليزيد مقالا بعنوان «توماس ترانسترومر ..شتاء ساخن» يرصد فيه المختارات الشعرية التي ترجمت للعربية من قصائد ترانسترومر متأملا عناصره الجمالية وخصوصيته الشعرية التي كانت سببا في استعادة الشعر لوهجه العالمي مرة اخرى عبر جائزة نوبل المرموقة.
وتطير العربي الى المكسيك في تحقيق مصور كتبه الدكتور محمد المنسي قنديل متابعا لمهرجان أدبي وفني وفولكلوري مهم هو مهرجان «هاي» الدولي، واتكأ الدكتور المنسي على المهرجان ليقوم بجولة موسعة في تاريخ المكسيك وتراثها الثقافي والشعبي الخصب.
يضم العدد ايضا حوارا اجراه جهاد فاضل مع المفكر والباحث الحقوقي العراقي عبد الحسين شعبان حول عدد من القضايا المعاصرة بعضها يخص الراهن الثقافي العراقي.
وتكتب د.ناديا ظافر شعبان موضوعا يجمع بين العمارة والتاريخ حول مسجد قرطبة في إسبانيا.
ويكتب يحي سويلم في الفنون عن معرض الفنان الكويتي جعفر إصلاح الذي يعود لصالات العرض الكويتية اخيرا بعدد جديد من الاعمال الفنية التي تتسم بطابع فلسفي وفكري.
يضم العدد مجموعة أخرى من المقالات المختصة بالأدب والشعر واللغة إضافة إلى الأبواب الثابتة من بينها زاوية ثقافة الكترونية التي تستعرض كتابا صدر بالعربية أخيرا عن ستيف جوبز مؤسس أبل الذي رحل في اكتوبر من العام الماضي. ولا يزال يثير اهتمام العالم وخصوصا العاملين في مجال التكنولوجيا الرقمية والحواسيب.
يصدر مع العدد ملحق «البيت العربي» الذي يضم عددا من الموضوعات الشيقة التي تتناول كل ما يهم الأسرة العربية من قضايا تربوية وثقافية وجمالية.