احتضنت دار الثقافة سيدي احمد الركيبي بالسمارة مؤخرا، حفل توقيع ديوان «زاد ناس» للشاعر محمد سالم بابا، الذي نظمته جمعية «قوافي للشعر» بدعم من عمالة إقليمالسمارة. وحاول الشاعر محمد سالم من خلال ديوانه الشعري، الذي يضم بين دفتيه من الحجم المتوسط 58 طلعة (قصيدة شعرية)، أن يتطرق لمجموعة من المحطات التاريخية والحالات الاجتماعية، التي تعتمد على قاموس الواقع المعيشي، ويستنبط ألفاظه وكلماته من عمق المشاهد والأحداث التي يحبل بها الإنسان الصحراوي. ويرى الأستاذ الحبيب عيديد في قراءته لهذا الديوان، أن الشاعر استطاع أن يعالج الكثير من أغراض الشعر الشعبي الحساني، من خلال معجمه الشعري الذي كان واضحا في أثر البداوة، بل إن التراكيب ذاتها تكاد تشي بامتداد ذلك الأثر البدوي في صيغة العبارة. وأضاف الأستاذ عيديد، وهو من المهتمين بالموروث الثقافي الصحراوي، أن ابرز ما يميز تيمات هذا الديوان هو عنايته بالخصوصية الصحراوية، سواء منها طقوس العيش، أو البيئة وما يرتبط بها من وديان ونبات وحيوان. وسجل أن أصالة الشاعر أبقته في حيز الشعر الأصيل، وان كان قد اتسم ببدويته في النهج الشعري عموما، فقد غلب على ديوانه القصائد الأصيلة بموسيقاها وأخيلتها ولغتها المألوفة، مبرزا أن خروجه إلى الخطاب غير المألوف يتمثل في عنايته بالإيقاع الصوتي المتكرر، والقدرة الفائقة على التعبير عن الأفكار، ورسم المشاعر والسمات المعنوية رسما يبلغ إلى حد الوجدان، وهي سمة يميل فيها الشاعر إلى التجديد، الذي لا يكون بالخروج عن الأعراف بل بتطويرها من داخلها، وبالتزام صعوبات ذاتية، يحددها المبدع لنفسه لان الفن يعيش طويلا في الصعوبة، ويموت سريعا في السهولة أو الاستسهال. ومن جهته أشار الأستاذ محمد نيمة الى أن قراءة هذا الديوان تبرز ولع الشاعر بالتفاصيل والتقاطها ثم نظمها بأسلوب شاعري لا يسع المرء إلا الاستكانة له والإنصات له، مشيرا إلى أن القصائد التي جاءت بين دفتي هذا الديوان هي إبداع تلقائي وعفوي، لا يخضع لقوانين حتمية في عملية النقد الذي تتحكم فيه أساليب علمية. وتميز هذا الحفل الذي حضره عامل الإقليم محمد سالم الصبتى وعدد من المنتخبين والأعيان، ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني والمهتمين بالتراث الصحراوي والشعر الحساني بتقديم مجموعة من القصائد الشعرية التي يحبل بها هذا الديوان الشعري.