لم يستسغ اللوبي المستفيد من الريع الناتج عن احتجاز مئات من المختلين عقليا بضريح «بويا عمر»، إعلان وزارة الصحة عن خطة لنقل هؤلاء النزلاء المحتجزين إلى المستشفيات المختصة وإخلاء الضريح، وذلك عبر إطلاق «مبادرة «الكرامة»، وقام اللوبي في محاولة استباقية منه للحيلولة دون تطبيق الخطة بتحريض مجموعة من الأشخاص بينهم عائلات النزلاء على الاحتجاج ضد هذا القرار بالتوجه إلى مقر عمالة قلعة السراغنة واقتحامها. وأورد مصدر من قلعة السراغنة لجريدة « بيان اليوم، أن المحتجين الذين قصدوا مقر العمالة، على خلاف ما تم الترويج له لم يتجاوز عددهم 70 شخصا، وأن 90 في المائة منهم ليسوا عائلات وأهالي المحتجزين بل أفراد مرتبطين باللوبي الانتخابي الذي عبأهم من أجل الاحتجاج على القرار الصادر عن وزارة الصحة القاضي بنقل النزلاء المرضى إلى المستشفيات وإخلاء الضريح وتأهيله، على اعتبار أن هذا التأهيل سيحرمهم من الريع التجاري الناتج عن استغلال فضاءات الضريح، في استقبال المئات من النزلاء المصابين بأمراض النفسية والعقلية ، حيث تصل المبالغ التي يتم الحصول عليها نتيجة هذه العمليات إلى حوالي 8 ملايين درهم، فضلا عن الأموال المتحصلة من استقبال آلاف الزوار سنويا . وقال المصدر، «إن لوبي الانتخابات التشريعية والجماعية لم يستسغ المبادرة التي أعلنت عنها وزارة الصحة والتي سيتم إطلاقها قريبا، واعتمد على تواطؤات مع عدد من الأطراف في محاولة للضغط من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه، والذي يحفل بريع مالي وفير و بمظاهر للانتهاكات الخطيرة، والتي لاتصل فقط إلى المعاملة السيئة، بل إلى الاستغلال الجنسي والاتجار في البشر بالنسبة للنساء والفتيات، كما يستغل المكان محتجزا لبعض الأشخاص ذوي الحقوق في قضايا تهم الإرث، حيث تعمد بعض أفراد من العائلات إلى احتجاز الأبناء على خلفية حرمانهم من الإرث. وأفاد المتحدث، أن عامل الإقليم محمد صبري تدخل وكلف الكاتب العام باستقبال المحتجين بحضور المندوب الجهوي للصحة خالد الزنجاري، حيث تم، بسط مكونات المبادرة التي ستطلقها وزارة الصحة، والتأكيد على ضرورة التعاون من أجل تفعيل تلك العملية الطبية الإنسانية والتي ستتم بتنسيق مع السلطات المحلية وإشراف ومواكبة من وزارة الداخلية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان من أجل فك أسر النزلاء المحتجزين وتمكينهم من العلاج الطبي والنفسي داخل المستشفيات المختصة، بل و توفير الأسرة داخل المستشفيات القريبة من محل سكناهم بالإضافة إلى توفير الأدوية اللازمة لعلاجهم وكذا تتبع حالتهم الصحية من خلال فرق طبية متنقلة. وفي اتصال هاتفي مع محمد الساوري عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية والكاتب الإقليمي للحزب بقلعة السراغنة، أكد للجريدة، على أن ملف «ضريح بويا عمر من أعقد الملفات ويطرح مجموعة من الإشكالات، مشيرا إلى أن مجموعة من اللوبيات تحاول استغلاله بالضغط في اتجاه الحيلولة دون تأهيله ودون نقل المرضى المصابين بأمراض عقيلة ونفسية، الذين يعد إيواءهم موردا ماليا مهما لهؤلاء، بل المحرك الاقتصادي لمجموعة من الأشخاص. وأبرز أن إعمال المقاربة الحقوقية والطبية التي أعلنت عنها وزارة الصحة عبر مبادرة»إكرام» يعد أمرا في غاية الأهمية ويتطلب إطلاق حملة تحسيسية موسعة لفائدة الساكنة بشأن خطورة استغلال الضريح في أعمال وممارسات في حق أشخاص مرضى تعد وصمة عار في حال استمرارها ستصم المنطقة وأبناءها للأبد ، مشددا على أن يشمل تأهيل الضريح الجانب الاقتصادي بالبحث عن بدائل، خاصة وأن فضاءاته تندرج ضمن الدورة الاقتصادية للمنطقة بأكملها .