في تقرير اخباري لوكالة اوروبا بريس امس الجمعة تطرقت فيها الى الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها سبتة ومليلية المحتلتين من خلال الخناق الاقتصادي الذي فرضه المغرب على المدينتين وتداعيات كوفيد 19 وحسب التقرير المذكور فاءن المشاكل التي تتخبط فيها المدينتين تتطلب أن تكون مشاكلهما معروفة في شبه الجزيرة الأيبيرية وبقية دول الاتحاد الأوروبي وأن تحظى "باهتمام خاص". هذه إحدى الاستنتاجات الرئيسية التي نشرتها الوكالة بناءا لتقرير "سبتة ومليلية .. كيفية تحويل أزمة خطيرة إلى أفضل الفرص" ، الذي أعده وزير الاقتصاد والمالية والإدارة العامة والتوظيف في حكومة سبتةالمحتلة ، كيسي شانديراماني ؛ والخبير الاقتصادي في التخطيط الاستراتيجي ونائب وزير التجارة والنقل والسياحة السابق في مليلية المحتلة ، خايمي بوستيلو غالفيز ؛ والذي تم تقديمه أمس الجمعة بمناسبة إطلاق مرصد سبتة ومليلية ، وهو مشروع يروج له معهد الأمن والثقافة. وقد أشار كارلوس إتشيفيريا ، مدير مرصد سبتة ومليلية وأستاذ كلية التجارة الدولية ، أن هناك حاجة واضحة في إسبانيا وفي بقية دول الاتحاد الأوروبي للإعلان عن مشاكل سبتة ومليلية ، أكثر الحدود الاقتصادية إثارة في العالم" من خلال الوضع الذي تواجهه المدن المستقلة في الوقت الحالي حسب قول المتحدث . وفي رأيه ، هذه المشكلة تنبع مباشرة من وضعها كحدود "، وكذلك من حقيقة أن" كلتا المدينتين ، بعيدًا عن بعضهما البعض ، والأراضي الإسبانية الأخرى في شمال إفريقيا مثل الجزر الجعفرية وجزيرة باديس الواقعة بسواحل الحسيمة والتي تطالب بها المغرب . وبحسب نفس المصدر المتحدث فاءنه من الضروري أيضًا بذل جهد تربوي وتعليمي يسمح بمعرفة أكبر من جانب المواطنين الإسبان حول واقع كلتا المدينتين والتأكيد على البعد الحدودي الذي تتمتع به سبتة ومليلية ، لأنه "لا يوجد وعي في أوروبا بأن حدود الاتحاد الأوروبي يصل إلى أفريقيا ". شانديراماني: سبتة في وضع صعب في حالة سبتة يحلل كيسي شانديراماني السياق الحالي للمدينة المحتلة والمشاكل الناشئة عن تأثير إغلاق الحدود من قبل المغرب وتأثيره على اقتصاد سبتة ، فضلاً عن تأثير وباء كوفيد 19 والذي أدى إلى تسريع وتفاقم الأزمة الاقتصادية في المدينة. كما أضاف أنه يمكن أن تجعل الأزمة المذكورة "فرصة لحل المشاكل و العجز الهيكلي ووضع الأسس لنموذج اقتصادي جديد للمدينة يكون أكثر صلابة واستقرارًا وأمانًا لا يعتمد على القرارات التي يمكن اتخاذها على الجانب الآخر من الحدود ".في إشارة إلى حكومة مدريد . كما تم إدراج 23 تدبيراً عاجلاً لمواجهة الوضع المتأزم الحالي وتحليل سلسلة من الخطط القطاعية للتنمية المستدامة للمدينة ، بهدف إعادة إطلاق النشاط التجاري ، وزيادة وجود الإدارات العامة ، وتحسين الاتصال مع شبه الجزيرة ، وتنفيذ مشاريع قائمة على التكنولوجيا والرقمية في ظل النظام الاقتصادي والمالي لسبتة ، وتعزيز النشاط السياحي وتعزيز تطوير الموانئ. مليلية على مفترق طرق الانهيار في حالة مليلية ، يبدأ خايمي بوستيلو من حقيقة أن المدينة "تواجه أزمة ربما لم يتم النظر فيها بعد في العمق والمدى الذي تعاني منه" ، وهي حالة "نتيجة التراكم المعقد للقرارات والمصالح والسياسات ، الظروف الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية "، ومن بينها" نهاية التجارة القانونية وشبه القانونية مع المغرب "، و" العزلة المتزايدة الناتجة عن التدابير الاقتصادية المختلفة التي تم إنشاؤها بمرور الوقت ووفقًا لبستيلو ، تظهر فجوات عندما يتعلق الأمر ب" تسهيل عمليات التحول والتحديث ". كما حلل بالتفصيل عوامل هذه الأزمة مثل ركود وضع مليلية مقابل تغير السوق ، وصيد الأسماك ، والسياحة ، واستثناء المدن المستقلة في إطار عمليات التكامل الاقتصادي الإسبانية والأوروبية ، فشل مبادرة "أوريجان مليلية" بهذا المعنى ، يسلط بوستيلو الضوء على أن "التأثير على اقتصاد مليلية وسبتة للقرارات التي يمكن أن يتخذها المغرب هو تأثير مطلق" ويحلل التزام الرباط ب "نموذج حدودي جديد" ، بما يعنيه هذا بالنسبة لهذه المدن المحتلة . وينتهز مؤلف التقرير الفرصة لإجراء تحليل مقارن للنموذج الاقتصادي للمدن الأخرى التي واجهت "تغييرات جذرية في الوضع" ، مثل كامبيوني ديتاليا أو جبل طارق ، ويشير إلى سلسلة من الموضوعات للمناقشة مثل المنطقة الجمركية المشتركة والقدرة التنافسية في التجارة المحلية وإمكانات ميناء مليلية كمركز عمليات دولي. ويختتم بوستيلو بإعادة التأكيد على خطورة الوضع الذي تواجهها مليلية ويرى أنه من "الضروري" تنفيذ خطة عاجلة "في أقرب وقت ممكن ليس بمجرد الدعم المالي من حكومة مدريد ولكن من خلال برنامج إصلاحات بعيدة المدى". من خلال إطار "التزام وتعزيز وجود الدولة المركزية على جميع المستويات" كعنصر أساسي لتعزيز التغيير حسب نفس المتحدث . وتجدر الإشارة الى ان من بين أهداف مرصد سبتة ومليلية حسب مراقبون هو تعميق هذا البعد الحدودي خارج دول الاتحاد الأوروبي في ظل التحول الجذري لموقف الرباط في حصار المدينتين إقتصاديا والضغط نحو خلق واقع جديد تكون الرباط هي المتحكم في مفاصل هذا الملف المعقد والمتشابك وله اليد الطولى في تحجيم اي تحرك دبلوماسي لمدريد وخلق مناطق اقتصادية موازية ومحاذية للمدينتين المحتلتين من طرف الرباط وتطوير البنية التحتية لهذه المناطق وتطوير موانئها بعدما كان الموقف المغربي موقف دفاع حسب الظروف، بعدما كان لا يتوفر على أي هامش للتحرك، بفعل النفوذ الاقتصادي الإسباني بالمغرب بدء من حجم المبادلات التجارية، وكذلك الاستثمارات الإسبانية بالمغرب وحجم الدين الخارجي.