عبّر شاكر لمخروط، ابن خالة السجين الراحل ر.ب، عن استياء العائلة من مضمون بلاغ المندوبية العامة لإدارة السجون، الذي صدر في وقت متأخر من الليل، معتبراً أنه تضمن تبريرات وتنصلاً من المسؤولية، دون أدنى حسّ إنساني في التعامل مع فاجعة بحجم الموت. وأكد شاكر أن ما جاء في البلاغ لا يعكس حقيقة ما جرى، قائلاً إنه يعرف الحقيقة من عيني خاله وهما ترتجفان أمام باب سجن وجدة، بعد أحد عشر يوماً من القلق والانتظار دون أي خبر عن الابن. وأضاف أن ابن خاله، وهو شاب في مقتبل العمر، قضى عشر سنوات في السجن، ولم يتبقَ على خروجه سوى أشهر قليلة، لكنه خرج في نعش، دون وداع أو تفسير. وتساءل شاكر عن مدى معقولية ما ورد في البلاغ بشأن فشل إدارة السجن في الاتصال بالعائلة، مشككاً في كون جميع الأرقام كانت خارج التغطية، كما استغرب الاكتفاء بمحاولة واحدة، وعدم إرسال مسؤول مباشر لإبلاغ العائلة أو إشراك السلطات المحلية. كما شكك في فعالية إرسال تلغرام بالبريد السريع الذي استغرق أحد عشر يوماً دون أن يصل إلى العائلة، متسائلاً إن كانت حياة ابن خاله بهذا القدر من الهوان. وانتقد الاكتفاء بالإشارة إلى استفادة الراحل من عدد من الفحوصات الطبية دون توضيح طبيعة مرضه المزمن، ولماذا لم تُبلغ عائلته بذلك. وختم شاكر بالقول إن البلاغ زاد من الشكوك بدلاً من أن يبددها، معتبراً أن الموت قضاء، لكن اللامبالاة جريمة، والتكتم إهانة، والبيروقراطية حين تتغلب على الوجدان، تتحول إلى وحش لا يعرف معنى أن يُدفن الإنسان قبل أن يُخبر والده. يُشار إلى أن بلاغ المندوبية، الذي صدر في وقت متأخر من ليل الخميس، جاء للرد على انتقادات واتهامات طالت إدارة سجن وجدة بعد تداول أنباء عن وفاة السجين دون علم أسرته، وهو ما زاد من حجم الجدل الدائر حول ظروف الوفاة وشفافية الإجراءات المتبعة من قبل الإدارة.