وجه حكيم شملال، مستشار بجماعة الناظور، بلاغاً مفتوحاً إلى الرأي العام يعبر فيه عن رفضه القاطع لأي محاولة تهدف إلى تدمير الثكنة العسكرية التاريخية في مدينة أزغنغان. وأكد شملال أن هذه المعلمة ليست مجرد مبنى قديم، بل هي شاهد حي على مراحل نضالية كبرى، تحمل في جدرانها ذاكرة مقاومة الاستعمار وملاحم صنعها أبطال المنطقة. وحسب ذات البلاغ فان الثكنة العسكرية بأزغنغان تحمل تاريخاً حافلاً بالأحداث، حيث كانت مسرحاً لمعارك المجاهد الشريف محمد أمزيان عام 1912، كما شهدت مواجهات بقيادة المجاهد إدريس خوجة بعد معركة أنوال عام 1921، والتي تم خلالها تحرير المدينة مؤقتاً من قبضة الاستعمار. كما ارتبطت الثكنة بانطلاق الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936، وكانت مركزاً لتدعم الثورة الجزائرية عبر تخطيط عمليات عسكرية ضد الاستعمار الفرنسي. إضافة إلى ذلك، لعبت دوراً في حرب أكتوبر 1973 بإرسال قوات مغربية ساهمت في تحرير القنيطرة السورية. وفي ظل التهديدات التي تطال هذا المعلم التاريخي، وجه شملال انتقادات حادة للمسؤولين المحليين، معتبراً أن صمتهم يشكل تواطؤاً ضمنياً في عملية الطمس هذه. ويحمل عامل الإقليم جمال الشعراني المسؤولية الكبرى، باعتباره صاحب الصلاحية القانونية للحفاظ على التراث، كما ينتقد دور رئيس جماعة أزغنغان الحبيب فانا، الذي يفترض أن يكون حامياً لتراث المدينة. كما طالب الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية بالخروج من صمتها والاضطلاع بدورها في الدفاع عن الذاكرة الجماعية. وطالب البلاغ بوقف فوري لأي أعمال هدم أو إزالة، وفتح نقاش عمومي يشارك فيه المؤرخون والفاعلون المحليون لتحديد مصير الثكنة. كما اقترح تصنيفها كمأثر تاريخي وحمايتها قانونياً، مع تحويلها إلى مركز للذاكرة يحفظ تاريخ المقاومة في المنطقة. واؤكد شملال أن الدفاع عن هذه المعلمة ليس ترفاً، بل واجباً وطنياً يحفظ كرامة الأجيال المقبلة وهويتها.