اختتمت الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة "أزطا أمازيغ" مؤتمرها الوطني السابع، المنعقد بمدينة الرباط، تحت شعار: "نضال أمازيغي مستمر دفاعاً عن مغرب التنوع والاختلاف". ووفق بلاغ أصدرته الهيئة، وصل موقع "لكم"، نظير منه، فقد شكل المؤتمر محطة تنظيمية وفكرية لتقييم حصيلة العمل، وتجديد الهياكل، وتحديد أولويات النضال الأمازيغي في ظل ما تواجهه القضية الأمازيغية من تحديات على المستوى الوطني والمغاربي.
ووفق المصدر ذاته، شارك في المؤتمر مناضلون ومناضلات من مختلف مناطق المغرب، تداولوا خلاله في قضايا تتعلق بالحقوق اللغوية والثقافية، ومستقبل التعددية في البلاد، في أفق بناء دولة تحترم الاختلاف وتعترف بكافة مكوناتها الهوياتية. انتقادات لسياسات الدولة وفي بيانه الختامي، شدد المؤتمر على المركزية الدستورية للأمازيغية كمكون أصيل من مكونات الهوية الوطنية، رافضاً ما وصفه ب"استمرار التمييز والإقصاء" الذي تعانيه الأمازيغية في السياسات العمومية. وطالبت الشبكة الدولة المغربية ب"الوفاء بالتزاماتها الدولية" بشأن حماية التنوع الثقافي واللغوي، انسجاماً مع ما ينص عليه الدستور المغربي والمواثيق الدولية ذات الصلة. وأعرب المشاركون عن قلقهم من بطء وتماطل الدولة في التفعيل الرسمي والمنصف للأمازيغية، محذرين من اختزالها في مبادرات رمزية، بدل إدماجها الفعلي في التعليم والإدارة والإعلام، ضمن رؤية تنموية عادلة وشاملة. الأرض والثروات والحقوق الجماعية وتوقف البيان عند قضية الحق في الأرض والثروات الطبيعية، حيث ندد بما سماه "نزع أراضي القبائل والجماعات تحت ذرائع الاستثمار أو المصلحة العامة"، دون احترام مبدأ الاستشارة الحرة والمسبقة. كما دعت أزطا أمازيغ إلى حماية الأنماط الإنتاجية الأمازيغية التقليدية واحترام الملكيات الجماعية، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من الرعي الجائر والاستغلال المفرط للموارد الطبيعية. حرية تأسيس الجمعيات وانتقدت الشبكة التضييق الممارس على حرية تأسيس الجمعيات وحرمانها من الاعتراف القانوني، معتبرة أن ذلك يمس بأدوارها الدستورية في تعزيز الشفافية والديمقراطية. كما جددت التأكيد على ضرورة ضمان حرية التعبير، ومكافحة خطاب الكراهية والتعصب، وحماية الحياة الخاصة، لا سيما في ظل تطور الوسائط التكنولوجية. وفي السياق ذاته، أعلنت "أزطا أمازيغ" تضامنها مع معتقلي الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان، خاصة في منطقة الريف وضحايا زلزال الحوز، داعية إلى تبني منطق الحوار بدل المعالجة الأمنية التي لا تؤدي سوى إلى المزيد من الاحتقان. البعد الدولي للأمازيغية دولياً، دعت الشبكة إلى تعزيز التعاون بين الحركات الحقوقية حول العالم، للتصدي لما أسمته "تبخيس القيم الكونية لحقوق الإنسان"، كما عبرت عن تضامنها مع الشعوب المضطهدة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، منددة بالحروب والانتهاكات الإنسانية المتكررة، باعتبارها أكبر تهديد للسلم العالمي والكرامة الإنسانية. وفي ختام المؤتمر، دعت أزطا أمازيغ كافة القوى الديمقراطية والحقوقية إلى الانخراط في مشروع رد الاعتبار للأمازيغية، باعتبارها ركيزة أساسية لبناء مغرب التعدد والكرامة والمواطنة الكاملة، مغرب يتسع لكل أبنائه وبناته، ويؤسس لمجتمع يقوم على احترام حقوق الإنسان والعدالة اللغوية والثقافية.