مع اقتراب الموسم الصيفي، عاد النقاش مجددًا ليطفو على سطح مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ظاهرة ارتفاع الأسعار في مطاعم ومقاهي مدينة الحسيمة، التي تُعد من أبرز الوجهات السياحية في شمال المغرب. ويخشى العديد من الزوار وأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج من تكرار سيناريو الصيف الماضي، حيث شهدت المدينة موجة استياء واسعة بسبب الزيادات غير المبررة في الأسعار. وكان الموسم الصيفي السابق قد شهد حملة مقاطعة واسعة أطلقها نشطاء على منصات التواصل، بعد أن عمدت مجموعة من المطاعم والمقاهي إلى استبدال قوائم الأسعار المعتمدة بأخرى مضاعفة، مستغلين الإقبال الكبير على المدينة خلال هذه الفترة. وقد قام النشطاء حينها بنشر فواتير استهلاك توثق هذا الغلاء، واصفين أصحاب تلك المحلات ب"الشناقة"، ومؤكدين أن هذه الخطوة تهدف إلى فضح الاستغلال وتنبيه المستهلكين. اليوم، ومع اقتراب توافد الآلاف من المصطافين والسياح، تتصاعد التحذيرات مجددًا من تكرار نفس الممارسات، حيث بدأت دعوات تطالب السلطات المحلية بالتدخل المسبق ومراقبة الأسعار حمايةً للزوار وضمانًا لسمعة المدينة كوجهة سياحية محترمة. ويأمل كثيرون أن يشكل هذا الجدل المتجدد دافعًا لتصحيح الوضع، خصوصًا في ظل الوعي المتزايد لدى المستهلكين، والدور الرقابي الذي باتت تلعبه منصات التواصل الاجتماعي، والتي أصبحت سلاحًا فعالًا في كشف تجاوزات بعض الفاعلين التجاريين خلال المواسم السياحية.