أدانت محكمة دن بوش الهولندية، يوم الجمعة، شاب من أصل مغربي يقطن بمدينة آيندهوفن، بالسجن 18 سنة نافذة، بعد إدانته بارتكاب جريمة قتل عمد في حق مواطن هولندي يبلغ من العمر 41 سنة، عقب خلاف مروري تطور إلى مواجهة دموية. وتعود وقائع الجريمة إلى 23 يونيو 2024، حين اندلع شجار مروري بين الطرفين، تعرض خلاله المتهم، بحسب المحكمة، للضرب والبصق والسخرية، ما خلّف لديه شعوراً ب"الإهانة" دفعه، بعد نحو 45 دقيقة، إلى البحث عن الضحية رفقة ثلاثة أشخاص آخرين. وعند العثور عليه بالقرب من منتزه هنري دونان بمدينة آيندهوفن، ترجل المتهم من السيارة وأطلق رصاصة مباشرة على رأس الضحية من مسافة قريبة، أردته قتيلاً في الحين، قبل أن يفارق الحياة لاحقاً بمستشفى إليزابيث–توي ستيدن في الليلة نفسها. واعتبرت المحكمة أن المتهم الرئيسي تعمّد الانتقام وأخذ القانون بيده، مظهراً "استخفافاً تاماً بقيمة الحياة البشرية"، رغم إقرارها بتعرضه لاعتداء عنيف قبل الجريمة، ورفضها توصيف الواقعة ك"تصفية حسابات إجرامية" كما ذهبت إلى ذلك النيابة العامة، التي كانت قد التمست في حقه 26 سنة سجناً. ولم تقتصر الإدانة على جريمة القتل، إذ ثبت تورط المتهمين الأربعة في جرائم أخرى خطيرة، من بينها السطو المسلح على منزل بمدينة أودن، حيث وُضع سلاح ناري على رأس الضحية، إضافة إلى محاولة ابتزاز وتهديد لسكان منزل بمدينة أنتويرب البلجيكية، في إطار البحث عن مبالغ مالية يُشتبه في ارتباطها بتجارة المخدرات. وفي هذا السياق، أصدرت المحكمة أحكاماً بالسجن في حق ثلاثة متهمين آخرين من مدينة آيندهوفن، تتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة، حيث حُكم على اثنين منهما بست سنوات سجناً، وعلى الثالث بثماني سنوات، بعد اعتبار اثنين متورطين كمساهمين في جريمة القتل، بينما أدين الثالث فقط بتهم حيازة السلاح ومحاولتي السطو والابتزاز، مع تبرئته من تهمة القتل. وأثارت الأحكام ردود فعل قوية داخل قاعة المحكمة، التي عرفت حضوراً مكثفاً لعائلة الضحية وأصدقائه، حيث خيم الحزن والأسى على الأجواء بعد النطق بالحكم، خاصة وأن الضحية كان أباً وشريك حياة، تاركاً وراءه "فراغاً لا يمكن تعويضه"، بحسب تعبير هيئة المحكمة.