تشهد حركة النقل الجوي بين مدينة برشلونة الإسبانية والناظور المغربية كثافة ملحوظة، حيث تسجل ثلاث رحلات يوميًا من برشلونة نحو الناظور، وثلاث رحلات أخرى في الاتجاه المعاكس. اللافت أن رحلتين من هذه الرحلات تقلعان في توقيت متقارب لا يتجاوز خمس عشرة دقيقة، ما يعكس حجم التدفق الكبير للمسافرين. ويترتب عن هذا الوضع تدفق ما يقارب ستمائة مهاجر يوميًا نحو منطقة الريف، ويزيد هذا العدد بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف. وتشير المعطيات المتداولة إلى أن نسبة كبيرة من هؤلاء المهاجرين ينحدرون من إقليمالحسيمة، يقيمون في بلدات ومدن مثل إمزورن، بني بوعياش، أجدير، بوكيدارن، تماسينت، تروكوت، أيت قمرة، بني حذيفة، وبني بوفراح، إلى جانب مناطق أخرى ضمن النفوذ الترابي لإقليمالحسيمة. رغم هذه الكثافة البشرية الواضحة، يظل مطار الشريف الإدريسي بالحسيمة خارج شبكة الربط الجوي، إذ لا يفتح أي خط جوي منتظم، حتى رحلة واحدة، نحو المدن الأوروبية أو المغربية الأخرى. هذا الوضع يثير العديد من التساؤلات حول أسباب هذا الإقصاء الجوي، ويترك انطباعًا بأن هناك نية متعمدة في تهميش المطار، بما يخدم مصالح غير معلنة. ويطرح الغياب الرسمي لأي توضيح عن سبب استبعاد مطار الحسيمة من الربط الجوي علامات استفهام كبيرة، خاصة أن المنطقة تشهد طلبًا متزايدًا على السفر، سواء لأغراض الهجرة أو التنقل التجاري والاجتماعي. وبحسب متابعين، فإن السكوت عن هذا الوضع يضيف بعدًا من الغموض، وقد يكون له تأثير مباشر على حركة الأفراد والبضائع في المنطقة. في ظل هذه المعطيات، يظل السؤال مطروحًا حول الخطوات التي ستتخذها الجهات الرسمية لمعالجة هذا التهميش الجوي، وضمان استفادة إقليمالحسيمة من شبكة النقل الجوي بشكل منتظم، بما ينسجم مع حجم الطلب الفعلي ويحد من الضغط على منافذ أخرى مثل الناظور.