استضافت الثانوية الإعدادية ابن باجة بأولاد احساين، مجموعة من الفعاليات الثقافية بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، في باذخ يعتبر الأول من نوعه منذ انطلاقتها الفعلية منذ أربع سنوات، وذلك يومه الخميس 10 أبريل على الساعة الثالثة مساء. فقد كانت المؤسسة على موعد مع قراءات شعرية تتخللها مجموعة من الفقرات الفنية والتربوية. في البداية استمع الحضور لآيات قرآنية من ترتيل التلميذ أيوب داكير، وبعده، ردد الحضور جماعيا النشيد الوطني، ثم ألقى السيد الأستاذ المصطفى اسكيتو كلمة ترحيبية بالحضور، وعلى الخصوص الشعراء والكتاب: حبيبة زوغي، عبد الكريم ماحي، إبراهيم الحجري، رحال نعمان، والممثل المسرحي والفنان الكوميدي عبد الصادق اعبادة. كما قدمت التلميذة لبنى حمود ورقة حول معنى الشعر وأغراضه عند العرب.
وبعد ذلك، تناول الكلمة الناقد والصحفي رحال نعمان الذي تكفل بإدارة وتسيير اللقاء، والذي بدوره شكر المؤسسة على احتضان هذا اللقاء، خاصة الأستاذة عائشة لحفيظ التي تحملت مشاق التنظيم والتنسيق، كما أكد على أهمية مثل هاته اللقاءات التي تنور التلاميذ، وتجعلهم يكتشفون مواهبهم وذواتهم، ويفرغ شحنات القلق الزائدة لديهم. ثم منح الكلمة للزجالة والشاعرة حبيبة زوكي التي قرأت على الحضور قصيدتين من ديوانيها الزجليين "عقدة ف عقدة" و"شيخ العزارى"، وقد تفاعل معها الجمهور بشكل جيد لكونها أشركتهم في ترديد بعض المقاطع من التراث الشعبي التي وظفتها في قصائدها، وبعدها جاء دور الكاتب إبراهيم الحجري الذي شدد على أهمية تنشيط الحياة المدرسية لأنها تشكل بنسبة كبيرة، هوية التلميذ المستقبلية، وتحدد مساره الإبداعي، وتحبب إليه العلم والمعرفة والمدرسة بشكل عام، ثم قرأ على التلاميذ شذرات من كتابته الشعرية التي خطها في مراحل مبكرة من العمر، قبل أن يختم بنصح التلاميذ بضرورة ممارسة التلاميذ لتجربة الكتابة والقراءة معا ليطوروا أداءهم وحصيلتهم التعليمية.
وعقب ذلك، جاء دور الزجال المعروف عبد الكريم ماحي المعروف ب"هداوي في الخفاء"، والذي بدأ حديثه الحميمي مع لحضور بكونه ينتمي إلى نفس البلدة التي ينتمي إليها تلامذة الإعدادية، وهي بلدة "بطيوة" القروية، قبل أن يقرأ عليهم حصريا آخر ما جادت به قريحته الشعرية من قصائد، وقد لفت الماحي إليه الانتباه بقدرته الفائقة على الإلقاء والانفعال مع ما يقرأ من قصائد... وقد ظل الحضور، طيلة فقرات النشاط، منضبطا متفاعلا ومشاركا، مما يدل على المستوى الرفيع للتلاميذ والأطر التربوية ومدى التجاوب الحاصل بينهما في إنجاح هذا النشاط. وقد ساهمت الفقرات الترفيهية الجميلة التي رمم بها الفنان عبد الصادق اعبادة المتعدد المواهب، مراحل النشاط، مما جنب الحضور السقوط في الملل والشرود... وقد كان عبد الصادق مفاجأة سارة في اللقاء لم يتوقعها الجمهور الحاضر، خاصة على مستوى التفاعل الكبير من المواد الفكاهية والترفيهية والتربوية التي كان يقدمها من حين لحين.
وفي نهاية النشاط، قامت الأستاذة حبيبة زوكي، بعد أن استمع الحضور لمحاولات التلاميذ الإبداعية، بفرز القصائد المتميزة من إنتاجات التلاميذ، والتي تنم عن حس فني وتعبيري، ثم قدمت للفائزين جوائز تذكارية تحفيزا لهم على السير بعيدا في مجال الكتابة الشعرية والأدبية. وقد عبر التلاميذ والأطر التربوية عن سعادة كبرى بهذا النشاط الذي جدد نشاط التلاميذ وأخرجهم من ضغط التحصيل اليومي الجاف، وأماط اللثام أمامهم عن وجه آخر للتحصيل وصقل الموهبة، خاصة وهم المتعطشون للحظات الفرح، والمتحدرون من مناطق مهمشة وقصية، وبعيدة عن الحاضرة.