جون أفريك: ماهي الأهداف التي وضعها المغرب فيما يخص الاستثمارات الصينية؟ مولاي حفيظ العلمي: هناك تغييرات هيكلية تجري حاليا في الصين، كما أن هناك تركيز استراتيجي على الاستهلاك المحلي، مع الارتفاع المستمر في الأجور منذ عام 2010. وسيخصص جزء من الإنتاج الصناعي الصيني للسوق الداخلية بالبلاد، وللدول الأجنبية الأخرى. وفي هذا الصدد يوجد المغرب في مرتبة متميزة لاستقبال الاستثمارات الصناعية الصينية، وقد قمنا بتحديد المجالات التي سوف تكون محط اهتمام الاستثمارات الأجنبي المباشرة الآتية من الصين، وهناك احتمال قوي لخلق فرص العمل على المدى المتوسط في هذه القطاعات. وهدفنا اليوم هو تفعيل كافة عناصر المحددة لتملك إمكانيات الاستثمار الكاملة، وتحقيق أقصى قدر من فرص الشغل. « جون أفريك » : هل صحيح بأن الاستثمارات الصينية ستخلق 850 ألف منصب شغل في المغرب؟ مولاي حفيظ العلمي: حوالي 10 بالمائة من فرص الشغل سوف تؤول لإفريقيا، ويبدو أن المغرب سيحصل على نسبة مهمة في عدد فرص الشغل التي ستوفرها الاستثمارات الأجنبية في إفريقيا. وهذه الفرص لن تخلق بين عشية وضحاها بل تتطلب وضع إجراءات بهذا الخصوص. جون أفريك: ألا تخشون من أن تهدد الشركات الصينية المقاولات المغربية؟ مولاي حفيظ العلمي: هذه نظرة متجاوزة. فالمغرب اختار اقتصادا حرا ومنفتحا، وجميع المستثمرين الأجانب مرحب بهم. وإذا استقرت المقاولات الصينية في المغرب فستشكل قيمة إضافية وطنية للاقتصاد الوطني. وفي نظري المنافسة أمر صحي لأنها ستتيح للشراكات مراجعة تموقعها، وتحسين تنافسيتها والتطور أكثر. ونحن اختارنا الانفتاح المبكر على الأسواق الدولية، ومقاولاتنا تواجه منافسة دولية. جون أفريك : ماذا سيستفيد المغرب من العلاقات بين الصين وإفريقيا؟ مولاي حفيظ العلمي : طورت الحكومة، والفاعلون الاقتصاديون المغاربة علاقات متميزة مع عدد من الدول الإفريقية بفصل التوجه الجديد للمغرب تجاه إفريقيا. فالمغرب يفهم ويعرف إفريقيا، والمقاولات المغربية ملتفة اليوم على إفريقيا. وإذا أرادت الصين أن تطور تنميتها في إفريقيا فعليها الاعتماد على دول الدول الإفريقية التي لها اقتصاد قوي، وبالإضافة إلى ذلك فالمغرب ملتقى لتبادل اقتصادي قوي مع أوربا ومن المهم استغلال هذا المعطى.