اعتبر أحمد عصيد مقتل الطالب الحسناوي بجامعة فاس، جريمة نكراء لا يمكن السكوت عنها ولا التسامح معها مضيفا قوله "ندين بقوة كل أشكال العنف في الجامعة، والتي تهدف إلى تصفية الخلافات وتعددية الفكر والرأي والتعددية السياسية بالقتل أو الاعتداء المادي أو الرمزي". وأضاف عصيد في تصريح ل"فبراير.كوم" أنه آن الأوان بأن نفكر جميعا في هذه الظاهرة لإيقافها، والتي تتحمل فيها المسؤولية السلطة، والتي كان لها الدور الكبير في عزل الجامعة وفي زرع كل أشكال التفرقة والصراعات داخلها، من أجل إلهاء الطلبة عن النضال ومواجهة الوعي الديمقراطي داخل الجامعة، مبرزا أنه إذا كانت السلطة تهدف إلى شلل الجامعة، فقد نجحت في ذلك.
وفي السياق نفسه، أوضح عصيد أن "الطالب الحسناوي الذي نعزي أقرباءه وأصدقاءه، ليس هو أول طالب قتل، بل أن هناك طلبة كثر قتلوا قبل هذا التاريخ وخاصة من التيار اليساري الماركسي" مستغربا النزول المكثف لشخصيات حكومية لحضور جنازة هذا الطالب بالذات، في الوقت الذي لم يسبق لأي مسؤول في الدولة، أن احترم روح أي طالب أزهقت بالعنف، متسائلا في الوقت نفسه عن ماذا لو أن طالبا ماركسيا هو الذي قتل في هذه المواجهات مع منظمة تجديد الطلابي، هل كان بنكيران سينزل إلى جنازته باعتباره رئيس الحكومة المغربية؟ واعتبر عصيد أن "نزول بنكيران والداودي وغيره من الوزراء إلى جنازة الحسناوي، هو فقط من أجل دعم التيار السياسي التابع لحزبه داخل الجامعة، مما يكرس مزيدا من التشرذم والتمزق داخل المجال الجامعي وبين الطلبة، فإما أن يكون رئيس الحكومة ضد العنف أيا كان مصدره، وأن يتعاطف مع كل من قتل، وإما أن يبقى في مكتبه ويتولى تدبير الشأن العام".
وأفاد عصيد أنه يجب على رئيس الحكومة التفكير في إيجاد الحلول الجذرية لهذه الظاهرة الخطيرة والتي هي العنف والاقتتال داخل الجامعة، مشيرا في السياق ذاته، أن العبارات التي استعملت، للحديث عن الطالب الحسناوي هي نفس الجمل والعبارات التي استعملتها عائلة بنعيسى ايت الجيد، قبل أزيد من عشرين سنة عندما قتل في الجامعة، إذ أن الطالب ايت الجيد أيضا تم الترصد له وتم تدبير هجوم منظم ومنسق، مع سبق الإصرار والترصد لاغتياله تماما كما حدث بالنسبة للحسناوي.
ودعا عصيد الحكومة، أن تتحمل مسؤوليتها ليس بالتحيز للتيار التابع للحزب الأغلبي في الحكومة، بل التحيز للمواطن والطالب المغربي ضد العنف أيا كان مصدره.