أعلن 54 شخصا ينتمون إلى « جبهة البوليساريو » خوض إضراب عن الطعام بمطار باراخاس الدولي بمدريد، احتجاجا على رفض السلطات الإسبانية منحهم حق اللجوء السياسي، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإسبانية «إيفي» . يرى محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن « هذا المستجد يحمل في طياته بعض المتغيرات التي تصب في صالح المغرب، ويمكن إجمالها في ثلاث دلالات اساسية ». وبخصوص الدلالة الأولى، يقول الزهراوي إن « هناك توتر حقيقي داخل المخيمات، بحيث تعتبر هذه الواقعة سابقة في تاريخ الصراع حول الصحراء، لأنه من المعتاد أن « صحراويي الداخل » هم الذين يطلبون اللجوء وليس القادميين من تندوف، خاصة وأنهم من فئة الشباب(تتراوح اعمارهم بين 18 و35 سنة). وأرجع أستاذ العلوم السياسية الدلالة الثانية في تدوينة نشرها على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك إلى » فقدان أطروحة الانفصال لهيبها وبريقها في عيون شباب المخيمات، بحيث يرفض هؤلاء الشبان الالتحاق بكوبا وفنزويلا، ليصبحوا فيما بعد » اطر الجبهة » حسب برامجها الدعائية، هذا المتغير يعكس أن هناك نضجا داخل المخيمات في أوساط الشباب، الفئة التي أدركت أن مثل هذه السفريات ما هي إلا مناورة غايتها استغلال سذاجة وبؤس ساكنة المخيمات لإطالة أمد النزاع، من خلال تسويق الأوهام والأكاذيب والمغالطات ». ». وختم نفس المتحدث تدوينته بالإشارة إلى « أن رفض إسبانيا منح اللجوء السياسي لهؤلاء الشباب الصحراويين، وصمت الحركات اليسارية مثل اليسار الموحد وحزب بوديموس والحركات القومية في بلد الباسك وكتالونيا مثل اليسار الجمهوري الكتالاني، التي تتعاطف بشكل كبير مع جبهة البوليساريو تحت عدة مسوغات إنسانية وحقوقية، يعكس أن هناك ازدواجية كبيرة في التعامل مع هذا النزاع، بحيث أن هذا الصمت يعري ويكشف زيف الادعاءات التي ترفعها تلك التيارات الحقوقية والسياسية في إسبانيا ».