تصريحات قادة البوليساريو.. دق لطبول الحرب أم تعبير عن الهزيمة ؟

رفعت جبهة البوليساريو حدة لهجتها تجاه المغرب والمجتمع الدولي من خلال تصريحات بعض أعضائها في الآونة الأخيرة، ما يشكل حسب بعض المتابعين والمحللين غصة في القلب بعد تقدم وتفوق الملف المغربي في المنتظم الدولي على حساب أطروحات الجزائر والجبهة الانفصالية.
وبعد تصريحات عسكري متعاقد في قناة جزائرية وصفت بالإرهابية إثر دعوته القيام بتفجيرات في مدن مغربية، قال محمد الولي ولد اعكيك، قائد أركان ما يسمى بالجيش الصحراوي وعضو الجهاز التنفيذي للبوليساريو، في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية يوم الجمعة الماضي "إن على المجتمع الدولي والمؤسسات التجارية الابتعاد عن أي استثمار في الصحراء"، حسب تعبيره.
واعتبر القيادي بجبهة البوايساريو أن "الصحراء، منطقة حرب، وهو غير آمن فضلاً،.. آمل أن يحترم الجميع القانون الدولي".
وفي وقت متزامن، اعتبر الطالب ولد عمي ديه، عضو الأمانة العامة للجبهة الانفصالية، أن استهداف منطقة الكركرات في يناير الماضي هو" للتنبيه والتحذير".
وزاد قائلا،" لقد كنا نمتلك القدرة على الاستهداف المباشر، لكن كان الهدف هو تحذير المارة والمدنيين والمستثمرين بضرورة المغادرة، أما استهداف منطقة الكركرات فهي مسألة وقت فقط".
وجاءت تصريحات الانفصاليين أياما فقط من تقرير ميداني نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، كشفت فيه أن مقاتلي الجبهة خاصة الشباب منهم، أصابهم الإحباط من جراء تقدم المغرب في جميع الجبهات واقتناع المجتمع الدولي بأن أطروحة الاستفتاء تذهب إلى الزوال.
من جهته اعتبر الخبير القانوني والمحلل السياسي صبري الحو في تصريحات لموقع "فبراير.كوم" أن تصريحات قادة البوليساريو، هي للاستهلاك الإعلامي فقط بعد موجة الاحباط التي ضربت صفوفه.
وقال المحلل السياسي المغربي بهذا الصدد، إن تراكم الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على صحرائه ووصول عدد القنصليات المستفتحة إلى 25 قنصلية في مدينتي الداخلة والعيون يعني اقتناع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بواقعية الأطروحة المغربية.
وأشار المتحدث للموقع إلى أن الأمم المتحدة على بعد خطوات قليلة، من تبني أطروحة المملكة المغربية المتمثلة في الحكم الذاتي، كونها الأكثر واقعية ولكون المغرب تجاوز بتحركاته الدولية وفرض الأمر الواقع في أقاليمه الصحراوية قرارات الأمم المتحدة.
وأردف صبري الحو في هذا الشأن، بأن المعركة الآن لم تعد في أروقة الأمم المتحدة أو في الأقاليم الصحراوية، لأن الأخيرة انخرطت في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسة معية بباقي الأقاليم المغربية.
ورأى الخبير القانوني أنها انتقلت (المعركة) إلى المنطقة العازلة شرقي الصحراء المغربية، معتبرا أن المملكة على بعد خطوات على بسط سيطرتها عليها واقعيا وقانونيا.
وذكر بهذا الخصوص، أن هذه الخطوات المغربية أثارت حنق الجزائر والبوليساريو على السواء، ما دفع الأخيرة إلى نشر تصريحات على عواهنها، بينما الجزائر انتقلت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وحظر الطيران ووقف خط الأنابيب المغاربي الأوروبي.