لنساعد جيراننا. لنشتم المراركة. لنفضحهم. لنكولس. لنشوشر. لنتحكم في التوقيت. وفي الطقس. وفي الكاف. وفي الفيفا. وفي النتائج. وفي الحكام. والأمم المتحدة. لنتغلغل. لنتسلل. لنتحكم. لنبالغ. لنسايرهم في ما يمطرقهم نظامهم به. لنقدم لهم يد العون. لنقلل في نفس الوقت من قيمتنا. لنحرص على أن لا نضع الوطن كله في كرة. وألا نختزله في مقابلة. فكرة القدم مجرد لعبة. وقد نخسر فيها. وقد يكون حظنا سيئا. وقد نفوز. وقد يكون هذا جيدا. لكن الوطن ليس لعبة. لنضحك. لنقهقه. لنساير جيراننا. لنتهم أنفسنا بالكولسة. لنردد معهم هذه اللازمة. لنصب بنفس الهوس. لنصبح مثل الروبوتات. لنصبح مثلهم مواطنين آليين. لنلحن الكولسة. لنغنها. لننشدها. لنرقص على إيقاعها. لنلعب معهم هذه اللعبة الممتعة. لنخرج إلى الشوارع ولنردد الكولسة بصوت عال. لنتفرج فيهم. لنستمتع بما يقع. لنتعمق في الكولسة. لنجعلها نظرية. وعقيدة. لنقلل من قيمتنا. لنعير بلدنا. لنهاجمه. لنفضحه. لنسىء إليه من أجل جيراننا. لنتجنب أخذ ما يأتي من جيراننا على محمل الجد. لنحْذَرْ من حالتهم. فقد تصيبنا العدوى. وقد نمرض نحن أيضا. وقد نركز عليهم. و على المؤامرات. لنفرح بالحياة. لنتواضع. لنحب الناس. لنحترمهم. لنحتفل في الكوت ديفوار مهما كانت النتيجة. لننظر فقط إلى أنفسنا. لنحرص على سلامة عقل المغربي. وإذا انساق موقع. أو صحافي مغربي. أو جريدة. وقلدوا ما يفعله جيراننا. فيجب حينها أن ندق ناقوس الخطر. ونتلقح. وقد يقع مواطنون مغاربة في الفخ. وقد تأخذ مؤثر الحماسة. وقد يتنابز أفراد بالألقاب في تيكتوك. وفي اليوتوب. وفي الفيسبوك. لكن بداية العدوى هو أن يتابع إعلامنا المغربي بجدية ما يقوم به جيراننا. وأن يتدخل صحافي مشهور في محطة إذاعية ويهاجم امرأة. كما لو أنها مسؤولة في بلادها. كما لو أنها تمثل جهة رسمية. متصيدا للحماقات. ومحولا الجهل. والهبل. إلى مادة صحفية. وإلى خبر يعلق عليه. وهذا يؤثر على الناس. وعلى المستمعين. وعلى المشاهدين. والقراء. فالشعوب بدورها تمرض. وتفقد القدرة على التمييز. بين اللعب. وبين الجد. ويرتفع عندها منسوب الوطنية بسبب الكرة. وهذا يشكل خطرا على صحة الشعوب. ويفقدها الحس السليم. وملكة العقل. ويجعلها تنكر الواقع. وترى المؤامرات في كل مكان. وعندما يسجل على فريقها هدف تعتبر أنها خسرت حربا. لذلك علينا أن نشتم المراركة. وأن لا نكف عن فضح كولستهم. وتغلغلهم. وتحكمهم في العالم. وأن نشجع منتخبنا بروح رياضية وأن نستمتع ونضحك وأن نحْذر من أن تصيبنا العدوى. وأن لا نردد جميعا نفس الكلمة. وأن لا نرتدي جميعا نفس الزي. وأن لا نختزل الوطن كله في كرة.