الجامعي قال في حوار مع "لانوفيل أوبسيرفاتور" الفرنسية أن الثورة ستكون دموية إذا ما قامت في المغرب. بتزامن مع حركة أطلق عليها "حركة 20 فبراير من أجل الكرامة"، ودعت يوم 20 فبراير إلى الاحتجاج. الحركة التي أطلقت دعواها على الموقع الاجتماعي "فايس بوك" قالت إن "الشعب المغربي اليوم واقعا حافلا بكل مسببات الإحساس بالإهانة التي يشعر بها المواطن في كل ثانية، بتردي الحالة الاجتماعية للأغلبية الساحقة التي تتعمق حدتها بغلاء الأسعار وتدني الأجور وتفشي البطالة حتى في صفوف حملة الشواهد العليا الذين تقابل مطالبهن العادلة والمشروعة بالتعامل اللاإنساني من طرف النظام، وانتشار الأمية وتدني مستوى التعليم، أما مستوى انتهاك الحريات وحقوق الإنسان اختلال ميزان العدالة فقد بلغ في العهد الجديد درجة تجعل النظام مسؤول عن سنوات رصاص جديدة، تتجلى في التضييق على الصحافة و قمع المظاهرات وعودة الاختطافات والتعذيب في السجون السرية والعلنية، وكذا تقشي الرشوة والمحسوبية، وتشجيع اقتصاد الريع، وهي الأوضاع التي ينطق بها الواقع المعيش، وتقر بها تقارير المنظمات الدولية"، كما انتقد تغييب "الإدارة الشعبية عن صناعة القرار" وتركيز السلط بيد الملك وتزايد سلط حاشية الملك. وقالت وثيقة للحركة إن الشروط الموضوعية للانتفاضة تبدو قائمة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وشددت الوثيقة على أن الحركة "مستقلة عن كل الأحزاب والنقابات وباقي التنظيمات الموجودة في الساحة". وطالبت بمجموعة من المطالب منها إصلاحات دستورية، بالإضافة إلى حل البرلمان وإقالة الحكومة وحل جميع الأحزاب وتعيين حكومة انتقالية وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين". رغم غياب معطيات حول أصحاب هذه الحركة، فإنه يتوجب أن تؤخذ مطالبها بعين الاعتبار، لأنها تعكس تحولا كبيرا في المطالب السياسية، ما تدعو إليه الحركة يتم تداوله في الجلسات الخاصة وفي اللقاءات غير الرسمية وبين المثقفين ورجال الإعلام ورجال المال والأعمال. هناك مسؤولية تاريخية للأحزاب السياسية في هذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها المغرب والدول العربية، ستصل رغم كل تطمينات بعض المحللين والصحافيين، شظايا ثورتي تونس ومصر إلى المغرب. ما يخيف في المغرب حاليا هو طريقة تعامل السلطة مع الأحداث العربية، فبعد أن سقط نظام بن علي انصبت الإنتقادات على حزب فؤاد عالي الهمة ، صديق الملك، وذهبت التحليلات إلى تشبيهه بحزب "التجمع الدستوري الديموقراطي" (حزب الرئيس التونسي المطرود زين العابدين بن علي).
وكثر من يطرح أسئلة حول المغرب وحول مستقبله، خاصة مع مواكبة قناة "الجزيرة" غير المحايدة التي تهيج الشعوب، وهي قادرة حاليا على إخراج شعب بكامله إلى الشارع للثورة على حاكمه. المغاربة في حاجة إلى إشارات تدل على نية قوية في التغيير، نية في منح حرية أكبر للتعبير لا الدفع بمجموعة من الصحف إلى الرد على تصريح الجامعي الذي لا يعدو أن يكون رأيا شخصيا في وضع معين. المغاربة في حاجة إلى إشارات تطمئنهم، إنهم حائرون يتساءلون عن مستقبلهم، ينتظرون مبادرات تحد من المحسوبية والزبونية والرشوة والفساد وتجعلهم مواطنون يشاركون في صنع مستقبلهم لا مجرد رعايا يرددون ما يريده الراعي. مازال هناك أمل في تغيير دون عنف في تغيير استباقي لما قد يأتي، وهذا الذي سيأتي قد يكون وبالا على الجميع