العلاقة ستظل "استراتيجية ومستقرة" مع المغرب بغض النظر عما تقرره محكمة العدل الأوروبية بشأن اتفاقية الصيد البحري    الجزائر تنسحب من البطولة العربية لكرة اليد    المالية العمومية: النشرة الشهرية للخزينة العامة للمملكة في خمس نقاط رئيسية    الوكالة الوطنية للمياه والغابات: "القط الأنمر" الذي رصد في إحدى الغابات بطنجة من الأصناف المهددة بالانقراض    تتويج المغربي إلياس حجري بلقب القارىء العالمي لتلاوة القرآن الكريم    مكناس .. تتويج 12 زيت زيتون من أربع جهات برسم النسخة 14 للمباراة الوطنية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    المغرب يصدر 2905 تراخيص لزراعة وإنتاج القنب الهندي إلى غاية أبريل الجاري    بحر طنجة يلفظ جثة شاب غرق خلال محاولته التسلل إلى عبارة مسافرين نحو أوروبا    غدا تنطلق أشغال المؤتمر الثامن عشر لحزب الاستقلال    الفروع ترفع رقم معاملات "اتصالات المغرب"    مطار مراكش المنارة الدولي .. ارتفاع حركة النقل الجوي خلال الربع الأول    ارتفاع أرباح اتصالات المغرب إلى 1.52 مليار درهم (+0.5%) بنهاية الربع الأول 2024    تظاهرات تدعم غزة تغزو جامعات أمريكية    توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس    هذا الكتاب أنقذني من الموت!    سيمو السدراتي يعلن الاعتزال    المعرض المحلي للكتاب يجذب جمهور العرائش    جراحون أميركيون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي    14 ألف مواطن إسباني يقيمون بالمغرب    تحويل الرأسمالية بالاقتصاد اليساري الجديد    بسبب تعديلات مدونة الأسرة.. البرلمانية اليسارية التامني تتعرض لحملة "ممنهجة للارهاب الفكري"وحزبها يحشد محاميه للذهاب إلى القضاء    تأملات الجاحظ حول الترجمة: وليس الحائك كالبزاز    حفل تقديم وتوقيع المجموعة القصصية "لا شيء يعجبني…" للقاصة فاطمة الزهراء المرابط بالقنيطرة    مهرجان فاس للثقافة الصوفية.. الفنان الفرنساوي باسكال سافر بالجمهور فرحلة روحية    نجم مغربي يضع الزمالك المصري في أزمة حقيقية    بوغطاط المغربي | محمد حاجب يهدد بالعودة إلى درب الإرهاب ويتوّعد بتفجير رأس كل من "يهاجمه".. وما السر وراء تحالفه مع "البوليساريو"؟؟    الدراجات النارية وحوادث السير بالمدن المغربية    عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش الاسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر من نتانياهو    واشنطن طلبات من إسرائيل تعطي إجابات بخصوص "المقابر الجماعية" ف غزة    أكاديمية المملكة تعمق البحث في تاريخ حضارة اليمن والتقاطعات مع المغرب    بطولة فرنسا: موناكو يفوز على ليل ويؤجل تتويج باريس سان جرمان    الصين تكشف عن مهام مهمة الفضاء المأهولة "شنتشو-18"    الولايات المتحدة.. أرباح "ميتا" تتجاوز التوقعات خلال الربع الأول    ماركس: قلق المعرفة يغذي الآداب المقارنة .. و"الانتظارات الإيديولوجية" خطرة    أخنوش: الربط بين التساقطات المطرية ونجاح السياسات العمومية "غير مقبول"    بني ملال…تعزيز البنية التحتية الرياضية ومواصلة تأهيل الطرقات والأحياء بالمدينة    المنتخب المغربي ينهزم أمام مصر – بطولة اتحاد شمال إفريقيا    المنتخب المغربي لأقل من 18 سنة يفوز على غواتيمالا بالضربات الترجيحية    ما هو سيناريو رون آراد الذي حذر منه أبو عبيدة؟    تعزيز التعاون الفلاحي محور مباحثات صديقي مع نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    أخرباش تشيد بوجاهة القرار الأممي بشأن الذكاء الاصطناعي الذي جاء بمبادرة من المغرب والولايات المتحدة    الرئيس الموريتاني يترشح لولاية ثانية    نور الدين مفتاح يكتب: العمائم الإيرانية والغمائم العربية    كأس إيطاليا لكرة القدم.. أتالانتا يبلغ النهائي بفوزه على ضيفه فيورنتينا (4-1)    رابطة للطفولة تعرب عن قلقها من التركيز المبالغ فيه على محور التربية الجنسية والصحة الإنجابية للمراهق في دورة تكوين الأطر    جنايات أكادير تصدر حكمها في ملف "تصفية أمين تشاريز"    عاجل.. كأس إفريقيا 2025 بالمغرب سيتم تأجيلها    قميصُ بركان    لأول مرة في التاريخ سيرى ساكنة الناظور ومليلية هذا الحدث أوضح من العالم    الفوائد الصحية للبروكلي .. كنز من المعادن والفيتامينات    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من خطر الإصابة بسرطان القولون        كلمة : الأغلبية والمناصب أولا !    دراسة تبيّن وجود صلة بين بعض المستحلبات وخطر الإصابة بمرض السكري    في شأن الجدل القائم حول مدونة الأسرة بالمغرب: الجزء الأول    "نسب الطفل بين أسباب التخلي وهشاشة التبني"    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القرآن ليس موسوعة علمية
نشر في هسبريس يوم 19 - 05 - 2009

القرآن كتاب روحي وليس موسوعة علمية في الإلكترونيك والميكانيكا ومسحوقات الغسيل . إن الشعوذة اللغوية للوبيات الإعجاز العلمي في القرآن المدعومة بالبترودولار والتي تخدم أجندة محددة لتوجهات سياسية تشكل أولا خطرا على الدين الإسلامي وعلى القرآن نفسه في جره إلى هذه الفخاخ . يقول الرازي وهو فيلسوف وطبيب وكيميائي عن القرآن : " تعجبنا من قولكم إن القرآن هو معجزة ، وهو مملوء من التناقض ، وهو حكاية أساطير الأولين ، من غير أن تكون فيه فائدة أو بينة على شيء " . فعندما يفلس الفكر ، يحاول جاهدا الارتماء نحو أية قشة عابرة للخروج من مأزقه . ""
مبدئيا ، لا أظن أن الرسول كان يقنع قريش وشبه الجزيرة العربية باكتشافاته العلمية كمعجزة ، وهذا بديهي ، لأن النعوتات التي كان يتلقاها بشهادة القرآن من طرف معارضيه كانت تدور حول السحر والشعر والكهانة والأساطير والجنون . أما هذه الموضى فهي حديثة النشأة ، أسالت أيضا الكثير من المداد تحت اسم الإعجاز العلمي . حيث كان بالأحرى على هؤلاء المهرجين والدجالين اللغوين الذين يقلبون معنى الكلمة ويكسرون أضلاعها كي تفسر ما يريدون تفسيره ، كان عليهم أن يأتونا بتلك الإكتشافات أولا ، أليسوا يملكون القرآن الموسوعة العلمية ؟؟ فليستخلصوا النظريات قبل غيرهم ، بدل انتظار النتائج العالمية واقتناص بعض الشظايا التي صادف واقتربت من مخيلتهم حول الآيات . لماذا لم يأتون هم أولا بتلك المعلومات لو كانوا صادقين ؟ أم أن القرآن مكتوب بالإنجليزية ؟ من ناحية أخرى ، هذه الأحاديث الذين يطلعون عليها بنا وهي بين ركام من الأحاديث ، فجأة تصبح حديثا صحيحا بقدرة قادر ...
أما تلك اللجان العلمية والجامعات التي تحضر فيها الدكتوراة عن بول الإبل ، فهي ليست من العلم إلا بالإسم ، ومنشوراتها لا تتعدى صفوف جدرانها ، ولو كانت على صواب لسجلت تلك الإكتشافات المبهرة على المستوى العالمي ، بل هي تخدم تصورات إيديولوجية معينة وتضحك على الأميين العرب بتلك الخزعبلات التي إن ذكرت ولو همسا في مؤتمر علمي محترم لأخدوا صاحب تلك النظرية إلى مستشفى المجانين . الغريب أيضا ، أن تلك البحوث والموسوعات العلمية والمراجع تكون من السعودية ، وكأن مقر النازا في مكة . هل لشخص يمتلك عقلا أن يصدق نظرية علمية أو طبية معترف فيها فقط في السعودية ونواحيها ، لماذا لا يوثقونها ، ويعطونا مراجعا من جامعات عالمية محترمة إن كانوا يتحدثون عن العلم كما نفهمه ، وليس عن العلم كما يفهمونه .
المضحك في الأمر أن فتوى منع البوكيمون صدرت أيضا من طرف اللجنة العلمية للبحوث العلمية والشريعة الإسلامية في السعودية . لكن المضحك أكثر أنهم يستدلون ببعض الأشخاص الذين أعطوا شهاداتهم عن الإسلام – وأحيانا تكون مبتورة من سياقها – كما حدث مع مؤلف أعظم مئة شخصية في العالم ، والذي قال بعظمة لسانه معايير اختيار النبي محمد التي لا علاقة لها بالأخلاق أو بالجمال أو أو ، بل بالتأثير في البشرية وتغيير مجريات التاريخ ، ويكفي الإطلالة على باقي 99 شخصية الأخرى للتأكد من تلك الخرافة التي ساقوها خارج السياق . بل لنفترض أن أحدا من خارج الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية قال أن هذا الفكر جيد. هل يعني أن هذا الفكر جيد ؟؟؟ فملايين العلماء ليسوا متدينين أصلا ، وكذا ، هل نذهب إلى هؤلاء المئات من المفكرين العرب المسلمين الذين خرجوا من الإسلام ونستدل بأقوالهم على أن الإسلام دين إرهابي ؟؟؟ إنه نفس المنطق . بل ، هل من بدل الإسلام بدين آخر وامتدح دينه الجديد سيؤكد للآخرين ويستدلون به على أن دينهم هو الأسمى ؟؟؟ إن هذا الشكل من الحجاج هو فارغ وبلا أساس .
لقد تعرضت الكاتبة بنت الشاطئ منذ بداية هذه الموضى للمشعوذين اللغويين على صفحات الجرائد المصرية ، وكانت تدحض كل هلوسة جديدة لهؤلاء وتكشف تناقضاتها . ولا أريد هنا أن أتحدث على أن كل تلك النظريات التي يطبخون رؤوسنا بها هي كانت سائدة في ثقافات قبل البعثة ، وبالتالي يكون حتما أن تلك الثقافات والأديان هي الأحق بأن ننسب لها الإعجاز العلمي لأسبقيتها التاريخية . ولن أتحدث عن التناقض الواحد في نفس المعلومة ، كأن تقول نعم في مكان ولا في صفحة أخرى. أكيد فإن كانت نعم إجابة صحيحة فهم سيفتحون الصفحة التي تؤكد نعم ، ويقولون : انظروا ، ها هي صادقة . ولهذا نحن نقول دعوا عنكم أساطير الإعجاز العلمي لأنها ستقتل القرآن . وليبقى كلاما روحيا تعبديا مع الله ، حتى لا يتلطخ بعقل الإنسان ويسقط دمه في الأنحاء .
ومن أمثلة قول الشيء وقول ضده مثلا :
في قصة نوح" فنبذناه بالعراء وهو سقيم " ، وفي آية أخرى " لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء " . فإن احتكمنا إلى العقل ، سنكون أمام فوضى معرفية . هل نبذ في العراء أم لم ينبذ ؟
ثم هل خلق الإنسان من تراب ، أم من صلصال كالفخار ، أم من طين لازب ؟ وكل مرة تكون آية تؤكد أمرا مختلفا . ولننتبه إلى مزج عنصري التراب بالماء .
ويقول القرآن أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، ويقول أيضا أنه عندما أراد الله خلق الإنسان استشار الملائكة ، فأجابوا : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء . فهل الملائكة كانت تعلم الغيب ؟؟؟؟
يخبرنا أيضا أنه تم طرد إبليس من الجنة بعد خلق آدم ، فكيف يدخل إبليس الجنة مرة أخرى ليوسوس لآدم فيها ؟؟ هل استغفل حراس الجنة والمعرفة الإلهية؟؟ فإن استخدم الإنسان عقله قليلا سيجد أن الحكاية غير متماسكة نظريا ، بل متناقضة.
وأين ستكون أعمال الكافر يوم القيامة وراءه أم يساره ؟ ففي آية " فأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعى تبورا ويصلى سعيرا " وفي أخرى " ومن أوتي كتابه بشماله خدوه فغلوه " ، فإن استعملنا الهندسة الدنيوية فإن هذا غير معقول مطلقا إلا إذا كان المكان منعدما ولا داعي للحديث عن تدليس لغوي علمي آخر كأن شماله هو وراءه بنظرية نيتشه حول علاقة السرعة بالمكان ، لأنه سيصبح أيضا يمينه هو شماله بهذا المنطق المضحك ، وبالتالي لا داعي لذكر الفرق بتاتا بين مكان كتاب المؤمنين والكفار .
هل سيسأل الله المجرمين يوم القيامة أم لا ، ففي آية " فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون " وأخرى " ولتسألن عما كنتم تعملون " أما في آيات أخرى " ولا يسأل عن ذنبهم المجرمون " وأخرى " فيومئد لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان " ...
فإن استعملنا عقلنا الزمني الأرضي والعلمي فسنجد أن ثمة الآلاف من التناقضات ، فهؤلاء الذين يدافعون عن الإعجاز العلمي التاريخي والميكانيكي والخبزلوجي هم أنفسهم من يقول أن تأويل ذلك لا يعلمه إلا الله . ولا أعرف لماذا يجرون القرآن لهذه الأماكن كي يصبح القرآن عرضة للقيل والقال ، وكان بالأحرى أن يجلسوا لقراءته في المساجد والصلوات والتعبد به ، بدل إدخاله إلى كل المختبرات وتكسيره أمام بوصلة العلم
إن أخطبوط ومافيا هيئة الإعجاز العلمي في السعودية كما يصفها الدكتور خالد منتصر والتي تدعم زغلول النجار ومن على شاكلته بالملايين وتربح من وراءهم الملايير ، حتى أن الطبيب خالد يقول مستهزئا ، أن البيت الشعري للمتنبي :
وزائرتي كأن بها حياء / فليست تزور إلا في الظلام .
هو إعجاز علمي ، وأنه بعد قراءة هذا البيت من الممكن تدبيج واختراع عدة أبحاث في جامعات بوركينافاصو وجزر القمر والإسكيمو تتحدث عن أن أغلب أنواع الحمى تتصاعد حدتها في الليل ..
لنتحدث عن بعض الإعجاز العلمي كما يسوقونه :
- كروية الأرض : استندوا بآية بين عشرات الآيات التي تقول بأن الأرض مسطحة وثابتة . " والأرض بعد ذلك دحاها " ، ولكي لا أكثر شرح ما معنى دحاها في اللغة العربية التي لا علاقة لها ببيضة النعام لا من قريب ولا من بعيد ، ودحاها تعني بسطها . ومبيض النعامة هو ما يسمى الأدحية لأنها تدحوه أي تبسطه . فأي كذب وتهريج لغوي هذا ؟ وحاول البعض أن يأول الآية وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ، في مقابل آيات واضحة أيضا : " وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم " ، " أفلا ينظرون إلى الأرض كيف سطحت " ، " والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي" ... فعن أي إعجاز علمي يتحدثون حتى وإن كنت تقول الشيء وضده؟ وقد قال بن باز سنة 1976 الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء في السعودية: " القول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض دائرة هو قول شنيع ومنكر ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر ويجب أن يستتاب وإلا قتل كافرا " . ويقولون لا توجد محاكم تفتيش في النظام الإسلاموي ... بل إن حتى عمرو بن نفيل قال قبل بعثة الرسول :
أسلمت وجهي لمن أسلمت / له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما رآها استوت / على الأرض أرسى عليها الجبالا
- الشمس تغرب في عين حمئة : قالوا أن الشمس تجري لمستقر لها ، منسجمة مع حركة الكون العلمية .. في حين أنها تعني بشكل واضح أنها تغرب وتشرق بدليل الآيات الكثيرة " والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها " ، فالنهار هو الذي يوضح الشمس وليس الشمس من يخلقه ، والليل يغطيها . فأين هذا الإعجاز العلمي يا دعاة التدليس اللغوي ، وثمة أيضا آية واضحة تقول أن الشمس تغرب في عين حمئة "فوجدها تغرب في عين حمئة"، فهل هذا تصور بدائي للكون أم إبداع علمي ؟؟؟
- خرافة الخنزير : أولا إن الخنزير محرم في التوراة ، وفي الأساطير المصرية أن إله الشر كان على هيئة خنزير " ست " وهو من جرح وصرح الإله حورس ، وفي الأساطير الكنعانية مات أحد آلهتها " أدون " على يد خنزير بري ، بل حتى الإله الإغريقي " أدونيس " مات على يد خنزير بري ، وآتيس الإله في أساطير آسيا الوسطى مات على يد خنزير بري ... وسأنتقل للدودة الشريطية التي قالوا أن الغرب اكتشفها في أمعائه ، ولا يسعني إلا القول يا أمة ضحكت من جهلها الأمم . فالغرب معدل الحياة فيه أعلى من معدل الحياة في العالم العربي ، وهؤلاء الأطباء وأقوامهم لا زالوا يأكلون الخنزير إلى اليوم . لكن الضربة القاصمة التي يخفونها على الناس هي أن البقر يحمل دودة شريطية شبيهة . فلماذا لم يحرم القرآن لحم البقر إن كان يتحدث لنا عن الدودة الشريطية ؟؟؟؟؟
- تكوين الجنين : قال مهرج الإعجاز العلمي أنها معجزة كبيرة " ثم خلقنا النطفة علقة ، فخلقنا العلقة مضغة " أن الجنين في البداية يشبه دودة العلق ، أما العلق فمعناه الدم الغليظ لغة والجنين لا يشبه دودة العلق لا من قريب ولا من بعيد . وأكيد أن ثمة نساء أجهضن أيضا ورأينا شكل الجنين البدائي الذي يشبه الدم ، لذلك جاء التشبيه بالدم الغليظ – وللتفاصيل العلمية أكثر المرجو مطالعة كتاب الدكتور خالد منتصر وهم الإعجاز العلمي في القرآن . فأين وجدوا هذه المعجزة العلمية ؟؟ وتتشابه لي هذه الملاحظة للجنين بالمعلومة البديهية " إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ، والتي جاءت آية في القرآن ، وهذه بديهية ، خاصة إذا عرفنا أن قريش كانت تعارفت على 4 أشهر لا تتقاتل فيها وتسمح بالبيع والتجارة والحج . بل ما رأيهم حين قالوا أن الله هو من يعلم ما في الأرحام وأكدوا على أن العلم لم يستطع تحديد الجنين في الأسابيع الأولى ، وسرعان ما سيتلقون ضربة قاصمة حين لن يعرف فقط الأطباء جنس الجنين في الأسابيع الأولى ، بل يستطيع اليوم الطب تفصيل جنين حسب الطلب فيكفي أن تقول للأطباء هل تريد بنتا أم ولدا وسينتجونه لك بل حتى إن أردت توأما أو واحدا فقط .
-عرش الله القائم على الماء : وتستدعي آية أخرى هي وخلقنا من الماء كل شيء حي . اعتبرت الأساطير السومرية الماء أصل الوجود. حيث أن السماء "آن" والأرض "كي" كانتا ملتحمتين بعدما خلقتا من مياه البحر الأزلية، ففصلهما الإله أنليل ، وهي انتقلت للأسطورة البابلية حيث أن امتزاج أبسو "المياه العذبة " وتياما " مياه مالحة " منهما ولد الجيل الأول من الآلهة .. فمجموعة كثيرة من أساطير تحدثت عن خلق العالم من الماء . " وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء " ، بل إن حتى عند المصريين فإن الإله رع يتجول في السماء على سفينته .
نظرية الإنفجار الكبير: عند السومريين السماء والأرض تم فتقهما ، وعند البابليين فأن السماء والأرض تكونتا نتيجة انشطار جسد تياما على يد " مردوخ " فآية أن السماء والأرض كانتا رتقا ففتقناهما هي نسخة كربونية للمعتقدات السابقة ، فلماذا لا نتحدث عن الإعجاز العلمي لتلك الأساطير ؟ والرتق معروف لغويا أنه لا علاقة له بالإنفجار ، كما أن الإنفجار لا علاقة له بخلق السماوات والأرض في ستة أيام ، ولا علاقة له بالوجود السابق للزمن أصلا .
النظريات الطبية : يقولون أحاديث كثيرة كلها متناقضة ، كحديث البخاري عن من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر . فإن كان السحر من باب الغيبيات فماذا سنقول عن السم؟؟ هل الذي يصطادون الثعابين ويعيشون مع الحيوانات السامة وقريبا منها لم يسمعوا بهذه الوصفة العجيبة ؟؟
ويقولون أن الصوم هو اكتشاف طبي كمعجزة للمسلمين ، أفلا يعرفون أن الكثير من الديانات التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية كانت تدعو إلى الصوم ، ومن بينها ديانة ماني التي انتشرت والتي وصلتنا الكثير عنها من مصادر عربية أيضا ككتاب " الآثار الباقية " للبيروني ، حيث كان ماني يقول أنه خاتم الأنبياء ، وحرم شرب الخمر ، وكانوا يصومون سبعة أيام من كل شهر ، ويصلون أربع مرات ، وكانوا يستعملون التيمم بالرمل أو ما يماثله للصلاة وأن يسجد 12 مرة في كل صلاة والزكاة فرضا ... أفليس تلك الديانات أولى بالإعجاز الطبي للصوم ، كما أن الصوم بالشكل الذي يقوم به المسلمون ليس ذلك الذي ينصح به الأطباء في العالم ، لأن شرب الماء يكون أجدى للصحة في الصوم ، وبالتالي يكون الإمتناع عن الأكل ، وليس عن الشرب . ولكن الدجالون يلوون الحقائق دائما ، فلن تجد دكتورا في الغرب ينصح مرضاه والناس الذين يريدون علاجا بالصوم بطريقة المسلمين . بينما كتب لي مؤخرا أحدهم على إيميلي أن السجود معجزة علمية أيضا لأن الرأس يقوم بتفريغ الشحنات الكهربائية . وهذا أمر مضحك ، لأن السجود الذي هو فعل خنوع وابتهال تحول إلى تفريغ شحنات كهربائية ، فلو كان اليوم فرعون حيا ، لكان طبيبا بمعجزته الطبية التي تتمثل في سجود شعبه له دائما لتفريغ شحناتهم الكهربائية . والمعروف أن حتى قريش كانوا يضعون جباههم بالأرض .بل حتى الشمس والقمر يسجدان ؟؟ ولنتحدث عن حديث الذبابة العبقري الذي لا يقول به فقط الأميون ، فلو قال ذلك أحد في الغرب لنزعت مباشرة منه شهادة التطبيب والبحث العلمي . وهذه الأحاديث ك: التين يقطع البواسير ، وأكل العدس يرقق القلب ويدمع العين ويذهب الكبر ، الحمى من فيح جهنم .. فالمرجو مطالعة كتاب الطبيب خالد منتصر لفهم تلك الخرافات ، بينما طامة الحجامة فقد رد عليها أستاد الجراحة الدكتور أحمد شفيق . ولا أظن طبيبا عاقلا في العالم بما فيها الوطن العربي ينصح مرضاه اليوم بالحجامة ، إلا إذا كان طبعا من جماعة العدل والإحسان أو العدالة والتنمية أو الإخوان المسلمين ... وطبعا فثمة جامعات بول الإبل يقومون بدراسات في العالم العربي المتخلف ، بينما في الغرب فليس لهم الوقت لهذه التفاهات أو الرد عليها ، فهم لن يردوا على كل مجنون يتخيل أشياء . وإن كانوا ما يدعونه من أبوال الإبل أو الحبة السوداء أو الوقاء من السم بالتمر ، فليحيلونا على جامعات تحترم نفسها في العالم وليس في السعودية أو السودان أو دولة كهذه الدول المتخلفة .
- النظريات الفضائية : وأصحاب الأيكة ، قالوا عن الآية أنها معجزة مذهلة ، لأنها كتبت أصحاب لئيكة ، فقالوا إننا كنا نعرف أنها ليس خطئا إملائيا . فأصحاب لايكة هم الذين أطلقوا لايكة الكلب ليستكشف الفضاء الخارجي في رحلة الصاروخ الشهيرة والتي لها تأثير في حركة التاريخ البشري . وبالتالي للكلب لايكة بعدما خلدها التاريخ ، وجدوا لها مكانا في القرآن ليضيفوه للإعجاز العلمي ... " ومن أراد الله أن يضلل يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء " قالوا أنه اكتشاف علمي خارق . بينما يصعد بتشديد الصاد تعني يحاول بمشقة ، ويوهمون الناس بمعجزاتهم بتحريف اللغة العربية لتتماشى مع مخيلاتهم .
- خطأ نظرية الحديد : تقول الآية وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد . يقولون أن الحديد لم يتكون في المجموعة الشمسية ، في حين أن اللب الداخلي للأرض يحتوي على الحديد .
- ياجوج وماجوج وعودة المسيح والحرب بالنبال والسيوف : لقد أخطأ القرآن والحديث بالمفهوم العلمي عندما باشر الكلام عن الحرب التي ستدور بين المسيح بعد عودته والكفار ، والحرب بين ياجوج وماجوج والإنسان ، والحفر الذي يقوم به نسل ياجوج وماجوج تحت الأرض كما تورد الآية : حتى إذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون . فإن كان العرب حينها لا يمكنهم معرفة من يحفر تحتهم ، فإن العلم يستطيع اليوم أن يرصد الحركة تحت الأرض . فلماذا لم ترصد الأقمار المتطورة ذلك الحفر ؟؟؟ خاصة إن عرفنا أنهم بكثرة ويقتربون من الخروج . فأين مكان هذا الإعجاز العلمي ؟؟؟؟ كما أن العقل في شبه الجزيرة لم يكن طبعا يتصور أن تدور الحروب بأشياء تسمى القنابل الذرية والجرثومية والصواريخ العابرة للقارات ، فأين ذهبت أحاديث ما قبل القيامة التي تقول بأن الحجر سينطق ليقول للمسلم هذا كافر يختبئ خلفي فاقتله ؟؟؟؟ وأن نسل ياجوج وماجوج سيرمون الناس بسهام ؟؟؟
- بيت العنكبوت : تقول الآية ، مثل الذين اتخدوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخدت بيتا . وقالوا إن العلم يقول أن الأنثى هي من ينسج البيت وليس الذكر ، وهذا تدجيل لغوي ، لأن الجاهلية كما قالت بنت الشاطئ تؤنت العنكبوت والنحلة والدودة ...أما خرافة أنه ضعيف ، فهو أقوى من مثيله من الصلب 3 مرات وأقوى من بيت الحرير وأكثر مرونة كما قال خالد منتصر
- الخلق من الطين : يتحدثون عن الإعجاز من التشابه بين الماغنسيوم وأكسيد الحديد بين الإنسان والتراب ، ولكن هذه تكاد تجمع عليها كل الأساطير دون أن نتطرق للأديان والتي تحدثت عن الخلق من التراب . بل ثم أمر آخر هو أن هذه النسب ليست هي ما يشكل غالبية جسم الإنسان ، وهذا خطأ علمي فادح ، فهي لا تشكل إلا نسبة ضعيفة من مجموع مكونات الإنسان ، دونما الإحالة على وجودها كموروث كما قلنا سالفا .
- وقالوا أن العلم اكتشف أن لعاب الكلب خطير ويجب مسح الإناء بالتراب ، وتلك التفاهات مضحة ، فمن قال بالنظرية سوى الدجالون المدعومون بالبترودولار ؟؟
- ويقولون أن الحمى هي أم ملدم على شكل إمرأة شمطاء ، فأية معجزة علمية تلك ؟ بالإضافة لإعتبار الأمراض هي امتحان من الإله وليس نتيجة لخلل في جسد الإنسان من إصابة للخلايا الحية والميكروبات ...
-يقولون أن القرآن اكتشف أن الذرة هي أصغر عنصر قبل الغرب ، وتلك خرافة لأن أصلا ليست الذرة هي أصغر عنصر في المادة ، وثانيا فإن الذرة إسم عربي أطلقه العرب عليها للتعبير عن الكم الصغير ، وسرعان ما سينهار تخمينهم بعد اكتشاف الإلكترونات وما أصغر من الذرة لتصبح النظرية في خبر كان . الشيء نفسه قالوه عن السيارة التي ذكرت في القرآن ، وعن ناطحات السحاب من حديث "يتطاولون في البنيان " ، فكيف حاولوا الأجساد والتطاول بها إلى ناطحات السحاب ، شيء لا يعرفونه إلا هم ...
- أما نظريات الإقتصاد فاستنتجوا أن تحريم الربا هو إعجاز نظري إقتصادي قال به علماء الإفتصاد ، وكما العادة فالكثير من الديانات السابقة وحتى ديانة ماني حرمت الربا لمنع استغلال الفقراء ، لكن إن النظرية الإفتصادية لكينز فهي تتحدث عن التضخم المالي في سياق آخر حيث تتحدث عن العلاقة بين تساوي التدفق الإنتاجي والتدفق المالي ،ويقول أن الإقتصاد القوي تقترب منه نسبة ارتفاع الأرباح في الرأسمال المالي إلى صفر ،لأنه شكل من أشكال الإنتاج الخيالي ، وأولا هو يتحدث عن نسبة الفائدة التي بإنقاصها تزيد طلبات القروض والإستثمارات ووو... وهو لا يقول مطلقا أن قيمة ألف أورو مثلا في سنة 1980 يجب أن تعود إلى البنك بألف أورو في 2000 ، فتلك خيالات لا توجد إلا في مخلية المجانين . لأن من ناحية فالبنك الوسيط بداهة يشتغل فيه موظفون ويستهلك كهرباء وبنايات ومعدات وضرائب ... فكيف سيستمر إن كانوا سيعيدون له النقود نفسها بقيمة أقل ؟؟؟ ومن ناحية أخرى فإن كانت ألف أورو تشتري لك بيتا في زمن ما فهي لن تكتري لك حتى بيتا بعد مرور وقت معين ... أما فضيحة البنوك الإسلامية التي تحتال على الله والأميين فأمر آخر ، مثالا ،: شخص يريد شراء بيت بألفي أورو ، يقترض من البنك العادي تلك الألفين على أساس إرجاعها ب3 آلاف بعد سنتين أما البنك الإسلامي فعندما تريد الإقتراض منه فهو لا يقرضك ، بل تقول له أريد شراء المنزل حيث يقوم البنك بشراءه بألفين ، ويبيعك إياه ب 4 آلاف حيث يقرضك تلك الأربعة آلاف بدون فائدة لوجه الله لمدة سنتين ولكن شريطة أن يقوم بالوسيط بين البيائع والمشتري ليربح هامشا كبيرا ، وهو حلال لأن الله أحل البيع وحرم الربا ؟؟؟.. فحتى الله يتحايلون عليه ويقولون إن المنزل سيكون أغلى لأنها منتوج حلال . فمن له عقل حقا سيفهم تلك الشعودة والضحك على الناس .
ولا يتسع المقال لتفصيل الآلاف بل مئات الآلاف من الإعجازات العلمية التي وجدوها في القرآن وهو ما يفسر حقا لماذا تلك الدول متخلفة إلى هذا الحد ، ربما نتطرق إليها في مقال لاحق
وثمة بعض الأسئلة المطروحة على دعاة الإعجاز العلمي في القرآن ليستأنسوا بها :
- كيف سيحدد المسلمون شهر رمضان في القمر ؟ بأي هلال وهم فوقه ؟؟؟؟
- في مسألة نقل الأعضاء البشرية ، لمن ستتبع هذه الأعضاء يوم الحساب ؟ لمالكيها الأصليين أم لمن ركبت لهم ؟ وإن كان الشخص الثاني ارتكب بها جرائم ، فما ذنب الشخص الأول أن ترتكب أعضاءه ذنبا بعد موته ؟
- هل الثتاؤب من الشيطان أم إنعكاس فيزيولوجي للحالة الجسدية جراء الرغبة في النوم أو التعب ..
- أين ستكون قبلة الصلاة لمن هم على وجه القمر أو في الفضاء الخارجي؟
- هل الرعد ملاك يسبح ويخيف العباد كما في القرآن أم هو حالة طبيعية وصوت كباقي الأصوات ؟؟
- هل خارج الأرض ثمة جادبية وسقوط الأجسام من أعلى إلى تحت أم ثمة قوانين فيزيائية تعارضت مع التصور الكلاسيكي للجاذبية في القرآن ك : ويحمل عرش ربك يومئد ثمانية ؟؟ فلماذا سيحملونه ؟ أم أن في السماء سقوط الأجسام كما في الأرض ؟؟؟ والميزان لقياس الثقل بين الخير والشر ؟؟؟؟ .. أم هو انعكاس لما كان يعرفه البشر في شبه الجزيرة العربية ؟
سقت هنا فقط قليلا من الأمثلة التي تبين التناقض الواضح في إخضاع القرآن للمختبر العلمي وهو ما سيؤدي إلى تحويل كتاب القرآن إلى كتاب لآلاف الأساطير المتجاوزة علميا لذلك يجب الوعي بشكل واضح أن نقل القرآن من كتاب روحي إلى موسوعة علمية سيؤدي حتما إلى موته بينما إبقاءه ككتاب تعبدي روحي سيؤدي إلى بناء أسوار عالية تحميه من سهام النقد حيث يكون العقل قاصرا على تأويله الذي لا يعرفه إلا الله.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.