احتضن المجلس العلمي المحلي لطنجة، السبت، ندوة تكريمية فكرية بعنوان "الإيسيسكو وسؤال التطور والتجديد"، بمشاركة وحضور أكاديميين وباحثين ودبلوماسيين ومسؤولين مؤسساتيين وفعاليات مدنية وثقافية من المغرب ومن دول إسلامية عديدة . وأجمع المتدخلون في الندوة، المنظمة من طرف مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي ومنظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار تكريما للمدير العام ل"الإيسيسكو" سالم بن محمد المالك، على أن احتضان المغرب للمنظمة الإسلامية المرموقة يعكس دور المملكة في ضمان العيش المشترك، وتشجيع العلوم والبحوث والثقافة الإسلامية الأصيلة، وحماية التراث الإسلامي المادي واللامادي، وكذا مد جسور التواصل والحوار البناء بين الحضارات والديانات والثقافات . وأضاف المتدخلون أن الأدوار التي تقوم بها منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم لها راهنيتها وأهميتها الكبرى في ظل واقع عالمي يتسم بالتعقد والصراعات والنزاعات والإقصاء والمواجهات، مبرزين أن القيم التي تتبناها المنظمة هي قيم إسلامية كونية تجعل من التربية والعلوم والثقافة وسيلة لتقارب الشعوب، وإبراز ما يمكن أن تلعبه الثقافة الإسلامية للنهوض بالمجتمعات وضمان التعايش والتضامن الإنساني . وأكد المتدخلون أن تكريم سالم بن محمد المالك هو تكريم للجهود التي تقوم بها المنظمة في إطار استراتيجية استشرافية تسعى، باجتهاد، إلى مواكبة تطور العصر في مجالات حيوية، مثل التربية والعلوم، وخدمة الثقافة والفكر الإسلاميين والبحث العلمي والابتكار، ومواكبة التحديث التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والثورة الرقمية، وكذا مواجهة التحديات الفكرية والقيمية المطروحة حاليا على العالم بأسره مع ظهور تيارات وأفكار متطرفة وتحديات عالمية متعددة، مبرزين أن التعاون القائم بين المغرب و"الإيسيسكو" والمبادرات المشتركة تعود بالنفع على العالم الإسلامي ومجتمعاته وحضارته الأصيلة . وفي هذا السياق أكد المدير العام ل"الإيسيسكو" سالم بن محمد المالك أن نجاح المنظمة وحضورها المتميز في المشهد العالمي يعود إلى العناية الموصولة لملوك المغرب، خاصة الرعاية الخاصة للملك محمد السادس لهذه المنظمة العتيدة، التي تعد ضمير الأمة الإسلامية، والتي أصبح صوتها مسموعا في كل الآفاق العلمية والثقافية والتربوية، كما أصبحت قوة اقتراحية تساهم في توفير الحلول لكل القضايا الإنسانية المطروحة على المجتمع الدولي . وفي هذا السياق اعتبر المدير العام ل"الإيسيسكو" أن المغرب بقيادة الملك هو تجسيد للعبقرية الإسلامية والتحضر وقيم العطاء والبذل والجهد التي تتبناها منظمة العالم الإسلامي، وسهرها الدائم للحفاظ على مكنونات الحضارة الإسلامية في كل أبعادها . وبخصوص تكريم سالم بن محمد المالك، المدير العام ل"الإيسيسكو"، أشار المتدخلون إلى أن هذه المبادرة هي ترسيخ للقيم والمبادئ الإسلامية، وتقدير لمن يعمل بجد وإخلاص وتحفيزه ومكافأته، وتشجيعه على المزيد من العطاء، وهي أيضا تكريم لشخصية متميزة في القيادة واستشراف المستقبل، والشعر والكتابة، ولشخصية دينامية تعمل بشكل دؤوب لتطوير هياكل ونظم وفلسفة عمل "الإيسيسكو" حتى ترتاد آفاقا جديدة، وتعزيز الشراكات الدولية. .