في زمن تَعب فيه الناس من الطعم المُرّ، سواء في السياسة أو الصحة، يظهر سكر "ستيڤيا" كمنقذٍ جديد: حلو، طبيعي، لا يرفع السكّر، ولا يحمل الأضرار الكلاسيكية يبدو خيارًا أخلاقيًا، صديقًا للجسم، لكنه لا يُرضي كل الأذواق مذاقه مختلف، يشبه السكر ولا يشبهه. وهنا تبرز المقارنة الغريبة: عبد الإله بن كيران، السياسي المغربي، وسكر "ستيڤيا". كلاهما قُدّم كبديل عن "القديم الضار"، كلاهما رفع شعار الطبيعي، القريب من الشعب، البعيد عن الفساد. بن كيران خاطب الشعب بلغة عامية، وأسلوب مباشر، فدخل القلوب سريعًا. لكنه في الوقت ذاته، مرّر قرارات قاسية (رفع الدعم، تجميد التوظيف...) تحت عباءة "الضرورة" و"القدر". كان يُطمئن الناس بكلمات حلوة، لكن الواقع بقي مرًا لدى كثيرين. مثل "ستيڤيا"، قدم حلاوة بلا سُكر، خطابًا بلا نتائج مادية تُذكر عند الفئات الهشة. ومثل "ستيڤيا" أيضًا، قسّم الناس: منهم من وجد فيه خلاصًا صحيًا وسياسيًا، ومنهم من لم يتقبل نكهته الجديدة. السؤال الأهم: هل نكتفي بالبدائل التي "لا تؤذينا كثيرًا" لكنها لا تُشبع؟ أم نعيد التفكير في النظام الغذائي والسياسي كله؟