بعينين يملأهما الفرح والامتنان، عبّرت التلميذة هبة بناني عن دهشتها الكبيرة بعد أن علمت بتتويجها كأولى وطنيا في امتحانات الباكالوريا 2025، بعدما حصلت على معدل 19,61/20 في شعبة العلوم الفيزيائية – خيار فرنسية؛ وهو أعلى معدل على المستوى الوطني خلال هذه الدورة العادية، مناصفة إلى جانب التلميذ عمر الحريري الذي حصل على نفس المعدل. هبة، التي تتابع دراستها بمدرسة خصوصية تابعة للمديرية الإقليمية الصخيرات – تمارة (أكاديمية الرباطسلاالقنيطرة)، قالت: "كنت متفائلة بأن أحقق نتيجة جيدة؛ لكن أن أكون الأولى وطنيا فلم يكن في الحسبان. حين سمعت النتيجة، شعرت بفرح لا يُوصف، امتزجت فيه الدهشة بالامتنان والسعادة في لحظة واحدة. الحمد لله أولا وأخيرا". وعن سر تفوقها، أوضحت التلميذة، في تصريح لهسبريس، أن الاستمرارية في التحصيل اليومي، والإخلاص في العمل، والتركيز داخل الحصص الدراسية، كانت العوامل الأساسية التي ساعدتها على التميز. كما أشادت بالأطر التربوية قائلة: "الأساتذة في المدرسة كانوا داعمين بشكل رائع، لم يبخلوا علينا لا بالمعلومة ولا بالمساندة النفسية. الدروس الإضافية والإشراف اليومي ساعدانا كثيرا". وأضافت أن تفوقها لم يكن وليد سنة واحدة؛ بل ثمرة سنوات من الجد والاجتهاد، مؤكدة أن "بيئة المدرسة والعائلة والدعم النفسي المستمر كانت عناصر حاسمة في هذا النجاح". في ما يخص طموحاتها المستقبلية، صرّحت هبة بناني بأن هدفها هو ولوج كلية الطب، لأنها ترى في هذا التخصص "مجالا علميا وإنسانيا في آن واحد"، مضيفة: "الطب ليس فقط علما؛ بل رسالة نبيلة لمساعدة الناس والتخفيف من آلامهم. وهذا ما يجعلني أجد نفسي فيه". من جهته، عبّر والد التلميذة هبة بناني عن اعتزازه الشديد بما حققته ابنته، معتبرا أن النتيجة تتويج لمجهود مستمر على مدى العام، مؤكدا أن الأم كان لها دور كبير في المرافقة النفسية، إلى جانب الدعم المتواصل من المدرسة والأساتذة. وقال: "الحمد لله على هذه الفرحة. الأساتذة لم يقصروا، لا في الدعم الدراسي ولا النفسي، وهي ثمرة مجهود جماعي". أما والدة التلميذة ذاتها، فقد قالت للجريدة: "هبة منذ صغرها وهي مجتهدة ومسؤولة في دراستها. لم أحتج يوما لتذكيرها بواجباتها. الحمد لله، الدعم الذي لقيته من المؤسسة والأساتذة كان سندا لي أيضا، وهذه النتيجة فاقت كل توقعاتنا". وختمت هبة بناني تصريحها برسالة موجهة إلى زملائها التلاميذ: "تشبثوا بالأمل، وادعوا الله، ولا تيأسوا أبدا. العمل ضروري، نعم؛ لكنها تؤتي أكلها في النهاية. كل تعب ستكافَأ عليه. فقط آمنوا بأنفسكم".