المغرب الجديد، بعد نجاحه الحافل بالمكاسب الوطنية والأفراح الاجتماعية، من مناسبات وطنية جديرة بالثقة الاجتماعية والمباركة الدولية، التي تذكي الروح الاجتماعية في حياة الفرد، والمكاسب الحية في تاريخ المجتمع. ومنذ يومك يا ولدي، كنت تسمي يوم العيد الوطني بيوم "الفيجطة"، أي يوم الفرحة والمهرجانات الوطنية، التي يعمر يومها الساحة الاجتماعية بذكريات وطنية. ذكرى استرجاع وادي الذهب: نخص بالذكر ذكرى 14 غشت لاسترجاع إقليم وادي الذهب، الذي عاد إلى لحمته الوطنية بمبادرة من ساكنته عن طواعية وإجماع، جسده المشايخ والأعيان بالقدوم إلى القصر الملكي لتقديم الولاء والبيعة، سيراً على عهد الأجداد، إلى الملك الوحدوي الحسن الثاني. معبرين عن وحدة الوطن والتفافهم حول إخوتهم من الوطن الأم، ورائد قيادتهم المهيبة الذي يعمل على: جمع الشمل الاجتماعي من الداخل. تهيئة الأرضية في المجتمع الدولي لتقبُّل الخيار الوطني. العيش تحت ظل العرش في ظل السلم الاجتماعي، بما يناسب الوحدة الوطنية والمبادئ الأممية التي تحافظ على وحدة الشعوب وائتلاف ساكنتها. ومنها دفع جلالة الملك بالطرح المغربي للحكم الذاتي نحو المباركة من المجموعة الدولية، إيلاءً للاعتبار للساكنة من مبادرتها الذاتية التي تستوجب التكريم لها بالسيادة المحلية، والحفاظ على شرف المجتمع بالالتفاف الوطني من وحدته الترابية والبشرية. ذكرى ثورة الملك والشعب: هي فاتحة العهد الملكي، وأول أمجاد الأمة من ذكرى عشرين غشت، ذكرى نفي الأمير سيدي محمد بن السلطان المولى يوسف، رأس أسرة المجتمع الذي ذاق النفي من أجل عزة الوطن وكرامة الإنسان في المجتمع. ناشد من انتفاضته التي حركت المجتمع ومن ورائه المجموعة الدولية إنهاء حقبة الحماية التي كانت تتزعمها فرنسا، التي تجاوز مقيمها العام اختصاصات سلطاته الإدارية، وتطاول على المقدسات التي يمثلها الأمير رمز الأمة وحامي حمى سيادتها وملتها الدينية من عقيدتها التي تؤمن بها. وبعد متابعة الأحداث من الساحة المغربية والأوساط الفرنسية والمجموعة الدولية، والجدلية القائمة على المطالبة بالاستقلال، تم نقل الأمير وأفراد أسرته من جزيرة كورسيكا إلى جزيرة مدغشقر. ومن ثمة استقر رأي القيادة الفرنسية، بعد أن عادت إلى رشدها، على شرعية مطالب الأمير المغربي سيدي محمد بن يوسف في حقه بتولي العرش والعودة إلى بلده، وتهيئة إدارة الحماية للرحيل، وإدراج البلد في قائمة البلدان المؤهلة للسيادة والاستقلال. وهكذا جاء الحدث براً وسلاماً على المغاربة، الذين سارعوا بالتوجه – سباقين – إلى فرنسا لتجديد العهد لجلالته قبل عودته، والتكفير عن مغالطة من خذلهم المستعمر بسلطان من لا سلطة له، والتي تحطمت محاولاتهم تحت إرادة الشعب وقيادته الحكيمة. وعاد الأمير سيدي محمد بن يوسف إلى بلده ملكاً مظفراً بوثيقة الاستقلال التي أنهت حقبة الحماية، وجددت الحقبة السلطانية التي اعتلى منها أمير المؤمنين عرش المملكة. وكان بحق الأمير الذي قلب موازين الحكم بالانتقال من العهد السلطاني إلى العهد الملكي الساطع بالحرية والاستقلال. وكما دافع الملك عن السيادة الوطنية والمكانة الدولية، دافع الشعب من ورائه عن الملك رمز السيادة. ومن ثمة اتخذ العيد الوطني اسماً ملحمياً هو "ثورة الملك والشعب". ذكرى عيد الشباب: تخلد هذه الذكرى عيد ميلاد جلالة الملك محمد السادس، وهو عيد وطني تعم فيه الفرحة الساحة الاجتماعية التي تحتفل احتفالاً وطنياً تكريماً لشخص جلالة الملك الذي يبذل الجهد من ذاته خدمة لوطنه. ويقترن احتفال الملك والشعب بعيد الشباب بذكرى ثورة الملك والشعب التي يسير على هديها الحفيد الأعظم، وهي تجسد ميلاد أمة قامت على أمجاد اجتماعية من التاريخ، وتبني على منواله أمجاداً للأجيال القادمة. ويتميز عيد الشباب بالخطاب الملكي السامي الذي يستعرض فيه جلالة الملك المنجزات الوطنية الجديدة التي عرفتها البلاد خلال السنة، كما يرسم فيها جلالته خريطة طريق المستقبل. وبعد الخطاب يتلقى جلالته تهاني أعضاء الحكومة من وزراء، ورئيسي غرفتي البرلمان، ومستشاري جلالة الملك، وأعضاء الديوان الملكي، وسامي الشخصيات المدنية والعسكرية. كما تتزين المؤسسات الحكومية وشوارع المدن ومختلف الساحات بالأعلام الوطنية والصور الملكية واللوحات الضوئية من الوجه المشرق للبلد، التي تبرز الاحتفال في أجمل وأبهى صوره من الزينة والنظافة والأنوار الوضاءة. كما يتميز اليوم الوطني من أمجاد الأمة بنشاط إعلامي يغطي القنوات الوطنية والصحف والمواقع الإلكترونية التي تولي الأعياد الوطنية أهمية من الذكرى ومغزى من التاريخ، بأقلام تجدد الاعتبار الاجتماعي من الذكرى، ومن تقديم برامج إذاعية وأشرطة تلفازية تعرِّف الأجيال الصاعدة والمجتمع الدولي باليوم الوطني الذي يعيشه البلد بساكنته، ويجري إحياؤه من ساحته الاجتماعية ومختلف تمثيلياته الدولية.