في مدينة خنيفرة سيارات "الهوندا" هي وسيلة النقل الأكثر استعمالا، خاصة عند التنقل إلى الجماعات المجاورة، وحتى بعض الأحياء المحيطة بالمدينة، حيث يفضل المواطنون ركوبها بسبب غلاء أسعار سيارات الأجرة وقلتها، مما يجعلها خيارا اقتصاديا وعمليا. عندما تركب سيارة "الهوندا"، كما يسمونها في مدينة خنيفرة، رغم أنها ليست من هذه الشركة، بل من شركات أخرى، تشعر كأنك تعيش مغامرة حقيقية: الهواء البارد يلف وجهك، والمشاهد الجميلة للجبال والوديان تتسارع أمام عينيك. يبدأ السائق في التنقل بين الطرقات الملتوية، ويتوقف عند نقاط محددة ليلتقط ركابا جددا. في كل محطة يصعد ركاب جدد، ويتبادلون أطراف الحديث مع السائق ومع الركاب الآخرين، ويبدو أن سيارات "الهوندا" لم تعد مجرد وسيلة نقل، بل ملتقى للمواطنين حيث يتبادلون الأخبار والقصص، خاصة في هذه المدينة التي تسمى "عروس الأطلس المتوسط". وفي تصريح لهسبريس قالت أمنية، وهي أم لعدة أطفال، إن "سيارات "الهوندا" في خنيفرة ليست مجرد وسيلة نقل، بل أكثر من ذلك، هي جزء من الحياة اليومية للمواطنين"، مشيرة إلى أنها وسيلة للتنقل بين الجماعات المجاورة، وفرصة للقاء الأصدقاء والعائلة، قبل أن تضيف أن "الهوندا" أصبحت رمزا لوسائل النقل بالمدينة بسبب انخفاض سعرها ووجودها بالمئات. وأبرزت أن سائقي "الهوندا" يتميزون بمهاراتهم الفائقة في قيادة السيارات، ويعرفون الطرقات والمناطق الجبلية جيدا، مما يسمح لهم بالتنقل بسرعة وأمان، ويجعل الرحلة أكثر راحة للركاب، مؤكدة أن هذه الوسيلة هي الأكثر استعمالا في التنقل بإقليم خنيفرة، وتقوم بأدوار مهمة في نقل المواطنين لقلة وسائل النقل العمومي. محمد برغوس، من ساكنة كهف النسور، قال إن "الهوندا" تعتبر وسيلة نقل مرنة، حيث يمكن للركاب اختيار الوقت والمكان الذي يرغبون بالركوب فيه، كما أن أسعارها معقولة، مما يجعلها في متناول الجميع، داعيا إلى تمكين سائقيها من رخص قانونية لنقل المواطنين. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أنه رغم أهمية ودور هذه الوسيلة في نقل المواطنين، فإن جل سائقيها يفتقرون إلى رخص قانونية للنقل، وينقلون المواطنين خارج الضوابط القانونية وبشكل سري (خطافة)، داعيا السلطات المختصة إلى تمكينهم من الرخص القانونية لنقل المواطنين بشكل مريح ومرن. وأكد عدد من المواطنين، الذين حاورتهم جريدة هسبريس الإلكترونية حول وسيلة النقل هاته، أن "الهوندا" في خنيفرة أكثر من مجرد وسيلة نقل، مبرزين أنها تجربة حياتية فريدة من نوعها، وفرصة للتعرف على الساكنة المحلية وبعض التقاليد عن قرب، وتبادل القصص والأخبار قبل الوصول إلى الوجهة. وقال أحد المتحدثين لهسبريس إن "الهوندا" في خنيفرة هي رمز للتعاون، حيث يعمل السائقون والركاب معا لضمان سلامة ونجاح الرحلات، مشيرا إلى أنها تجربة تستحق العيش، وتجعل خنيفرة مكانا مميزا للعيش والزيارة. وأكد أن "الهوندا" في خنيفرة وسيلة نقل لا غنى عنها، وجزء من الهوية الثقافية والاجتماعية للمدينة.