تعمّ موجة من التذمر في أوساط الكثير ممّن يقبلون على شراء منتجات عن طريق الانترنت، وبالضبط عن طريق موقع "vip-only"، فالكثير من زبنائه يتهمونه بالتأخر الكبير في توصيل طلبياتهم، والبعض الآخر تصل اتهاماتهم إلى رشقه بالنصب والاحتيال، بينما يعرب أصحابه عن أن كل ما يقع، يتعلق بمشاكل سيحاولون حلها في أقرب الآجال. الموقع المذكور الذي عليك أن تتسجل فيه قبل استعراض ما يقدمه من خدمات، يتحدث عن نفسه بأنه أول موقع للبيع الخاص بالمغرب، وبأنه يقدم كل يوم، عروضاً مميزة تمكّن الزبناء من منتجات الماركات العالمية، بتخفيضات تصل إلى 80%، وعبر واجهة الموقع، تجذبك صور هذه المنتجات (ألبسة، نظارات، أحذية، حقائب، ساعات..) بأثمنة تبقى حسب المولعين بشراء الماركات المعروفة، جد منخفضة ومحفزة على الشراء. جبران أوهبي، 28 سنة، منتج موسيقي من مدينة بني ملال، يحكي لهسبريس قصته مع هذا الموقع، فقد شدّ انتباهه وجود نظارات من ماركة معروفة في الموقع بثمن لم يتجاوز ألف درهم، ليؤدي الثمن بواسطة بطاقته البنكية في انتظار أن يتوصل بما اشتراه، غير أن شهراً كاملاً انقضى دون أن يتوصل جبران بأي شيء. ويضيف جبران أنه اتصل بالأرقام الهاتفية الموجودة في الموقع دون أن يجيبه أحد، قبل أن يجد أن الموقع يضع رهن زواره نافذة دردشة للتواصل معهم، لذلك وعندما سألهم جبران عن سبب التأخر في تسليم ما اشتراه، طلبوا منه أن ينتظر أسبوعا آخر، ومرة أخرى لم يتوصل بأي شيء، ليعيد الاتصال بهم ويطلب منهم فقط أن يعيدوا له ماله، وهو ما وعدوه به دون أن يتحقق. وفي أحد المواقع المغربية المتخصصة في التعريف بالخدمات التجارية بكل مدينة مغربية على حدة، قيّم عدد كبير من الزوار "vip-only " بشكل سلبي، فمن مجموع 31 رأي، هناك 25 رأياً لم يمنحه سوى 1/5، أما الآراء التي أشادت به، فلم تتجاوز خمسة، أما على "فيس بوك"، الذي يضم الصفحة الرسمية لموقع "vip-olny"، يجد زائر الصفحة عدداً من التعليقات التي تؤكد نقمة زبناء الموقع، فهم يصفون المسؤولين عليه بالمحتالين الذين فتحوا مساحة افتراضية للتوصل بالنقود دون الوفاء بوعودهم، كما أسس بعض الزبناء الغاضبين صفحات فيسبوكية للتنديد بما وقع لهم مع الموقع المعني. نقرأ في منشور على صفحة تندد بالموقع المعني:" هل تريد أن تعرف كيف تصير غنياً في ثلاثة أشهر؟ عليك أن تؤسس شركة بدون مقر، ثم تفتح موقعاً إلكترونياً للبيع الخاص وتتحدث عن أن توصيل المنتجات للزبناء قد يأخذ خمسة أسابيع، وبعد ذلك تستثمر 20 ألف درهم في الإشهار، ستبدأ بعض الطلبيات بالوصول إلى من اشتراها، لكن عليك أن لا تقوم بإيصالها كلها، مثلا يمكنك إيصال 100 من أصل 300، فكل شهر سيزداد الطلب، كما عليك أن تضع خدمة للدردشة الفورية في الموقع كي تتحدث مع الزبناء الغاضبين وتطلب منهم الصبر لمدة تصل إلى 5 أشهر، هكذا وبكل سهولة، تجد نفسك قد صرت غنياً". طارق الستاتي، شاب آخر وقع ضحية الموقع، كان قد دفع مبلغ 1200 درهم نظير التوصل بقميصين منذ منتصف مارس الماضي، وبعد مرور شهر، أعاد الاتصال بهم فأخبروه أن بعض المشاكل في التوصيل ستحتّم عليه الانتظار حتى الخامس من ماي الحالي، إلا أنه وبعد مرور هذا الموعد الجديد، لم يتوصل طارق بأي شيء. عماد أمزيل، مدير شركة وأستاذ جامعي، اشترى هو الآخر أربعة أزواج من النظارات بقيمة 1800 درهم، ودائما القصة نفسها، لم يتوصل بأي شيء لحدود اللحظة، رغم أنه أدى الثمن منذ شهر يناير، والحكاية نفسها تكررت مع مريم زبيري التي تشتغل في الميدان الطبي، والتي لم تتوصل أبدا بما طلبته من الموقع. في رد له على هذه الاتهامات، اعترف محمد عمار، المدير العام للشركة المعنية، في تصريحات لهسبريس، بتأخر إيصال المنتجات المطلوبة من طرف الزبناء، معتبراً أنهم يعملون من أجل تحسين جودة خدماتهم، باستثمارهم في نظام جديد خاص بالإدارة والنقل، مشيراً إلى أن كل طلبات التعويض عن المبالغ التي صُرفت على منتجات معينة، سيتم التجاوب معها في أقرب الآجال. وأضاف المدير أن الشركة بصدد جمع الأموال في الخارج من أجل اعتماد منصة أكثر تطوراً تعتمد على ما يعرف ب"التمويل الجماعي" أو " crowd funding"، ستتيح لهم الاستثمار في بنية الشركة ومُعداتها من أجل تجاوز كل المشاكل الموجودة حالياً، ملفتاً أن كل الزبناء الذين تأخرت عنهم المنتجات المطلوبة، سيتوصلون بها خلال شهر ماي ويونيو من هذه السنة، ومعرباً عن استعداده الشخصي لحل مشاكل كل الزبناء الذين ندّدوا بخدمات موقعه. وكانت جمعية حماية المستهلك قد أشارت على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك، أنها توصلت بعشرات الشكاوى المتعلقة بموقع "vip-only"، خاصة فيما يتعلق بعدم احترام مدة التوصيل، وبالتعامل اللا مهني من لدن المسؤولين على الموقع، وقد طالبت الجمعية كل من تعرّض لتجربة مماثلة، أن يتواصل معها عبر ملءِ استمارة تمكنها من أخذ إجراءات تقيّد الموقع المعني باحترام الزبناء وقانون التجارة الإلكترونية. وقد أشار وديع مديح، رئيس جمعية حماية المستهلك بالدارالبيضاء، في اتصال مع هسبريس، إلى أن "vip-only"، يحتل المرتبة الأولى عند الجمعية من حيث عدد الشكاوى التي يتوصلون بها والتي تفوق 250 شكاية بمدينة الدارالبيضاء وحدها. مؤكداً أن الموقع تسبب بأضرار كبيرة للمغاربة، وهو ما جعل الجمعية تعقد اجتماعات مع عدد من الفاعلين، من بينهم الجامعة الوطنية لحماية المستهلك، الشركات المكلفة بالتجارة الإلكترونية، مركز النقديات، من أجل بحث كيفية مواجهة ما يحدث. وطالب وديع من كل المتضررين، أن يتوجهوا إلى المحاكم، بدل أن يستغنوا عن ذلك بمبرر أن المبالغ التي يطالبون بها قليلة، معتبراً أن الجمعية ستعمل على دعم أي دعوى تم رفعها في المحكمة ضد الموقع المذكور، مجدداً تنبيهه للمستهلكين بعدم التعامل معه.