أعادت صور نادرة للمطرب الكبير المعتزل، عبد الهادي بلخياط، تم نشرها في صفحات فايسبوكية تعبر عن إعجابها بمسار وفن الرجل، صاحب الحنجرة الذهبية إلى الأضواء، ولو مؤقتا، بعد أن اختار التواري عن الشهرة ليتفرغ إلى الدعوة لله مع جماعة "الدعوة والتبليغ". ويعتبر بلخياط، وهو من مواليد 1940 بفاس، أحد أهرامات الأغنية المغربية لمدة ناهزت نصف قرن بفضل عطاءاته الفنية الكبيرة، غير أنه أعلن اعتزاله نهائيا الغناء قبل سنوات قليلة، حيث قرر "التوبة والرجوع إلى الله"، والخروج في سبيله للدعوة مع جماعة التبليغ. ومن الصور النادرة التي تم تداولها أخيرا للفنان المعتزل الذي أسدل لحية كثة، صورة خاصة له رفقة الملك الراحل الحسن الثاني، حيث بدا هذا الأخير واقفا بجانب مغني "القمر الأحمر"، وهو يضع يده اليمنى على كتفه كأنه يتكئ عليه، في صورة تدل على التقارب العاطفي بين الرجلين. وكان بلخياط يحظى بمكانة خاصة في قلب الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان يحب سماع أغانيه واستمراره في العطاء الفني، كما أنه أدى أغنية "المنفرجة" ذات النفحات الصوفية والروحية بطلب من الحسن الثاني، وحققت حينها نجاحا باهرا بعد أن شارك بها في مهرجان فاس للموسيقى الصوفية. ومن الصور "النادرة" الأخرى التي يظهر فيها بلخياط في عز تألقه الفني صورة تجمعه مع العندليب الأسمر، الراحل عبد الحليم حافظ، وهما يقفان معا يصيخان السمع لأحد أفراد جوق غنائي بالمغرب، وهو ما يؤشر على العلاقة الطيبة التي كانت تربط بلخياط بالمطرب المصري الشهير. وفي صورة أخرى يظهر بلخياط، في مرحلة الشباب والإنتاج الغنائي، وهو بقميص يفي ويضع سلسلة ذهبية متدلية في عنقه، بمعية المطرب والملحن وكاتب الكلمات، فتح الله المغاري، وهو صديقه وابن مدينته، وابن جيله، بل ولدا معا في نفس السنة 1940. وتجمع صورة رابعة، لكن هذه المرة بعد اعتزال صاحب الحنجرة الذهبية للغناء، عبد الهادي بلخياط، والذي كان جالسا بلحيته الكثيفة وقميصه الإسلامي، بمعية ابنته مصممة الأزياء المعروفة، مريم بلخياط، وإلى جانبهما كان يجلس المطرب اللبناني المعروف وليد توفيق، والذي حرص على زيارة بلخياط في بيته تقديرا واحتراما لهرم الأغنية المغربية. وأفضى نشر هذه الصور وتداولها إلى تهاطل تعليقات كثيرة أجمعت على تقدير بالغ لشخصية بلخياط، واحترام موهبته الغنائية الفذة، وأيضا استيعاب قراره اعتزال الغناء والتوجه لمجال الدعوة إلى الله، فيما طالب البعض بعودته إلى الغناء خاصة أداء الموشحات والأناشيد الدينية.