لا يُسمع له حس منذ أن اختار قبل حوالي سبع سنوات اعتزال قطار الغناء والتفرغ للعمل الدعوي والتربوي والإنشاد الديني، تاركاً وراءه سيرة فنية قل نظيرها في المشهد المغربي والعربي. إنه الفنان عبد الهادي بلخياط الذي أعادته وعكة صحية إلى قلوب محبيه من الجمهور العريض. وبمجرد انتشار خبر إصابة الفنان المعتزل عبد الهادي بلخياط عندما كان ضيفا على أعضاء جماعة "الدعوة والتبليغ" في تنغير، انهالت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات بالشفاء العاجل لهذا الرجل المتواضع الذي حافظ على خصوصية الأغنية المغربية الأصيلة ولم يبدل تبديلا. وأشاد معلقون بالطريقة التي فضل أن يهني بها صاحب الحنجرة الذهبية مسيرته الفنية عبر التوجه إلى جماعة تنشد الخروج في سبيل الله بعيداً عن أطماع السياسة أو المتاجرة بلحيته واسمه الكبير في عالم "الإسلام السياسي" أو "الصراع السياسي" كما فعل آخرون. وخلقت وعكته الصحية الحدث بين مؤيد لقرار اعتزاله والتقرب إلى الله، وبين متحسر على خسارة الفن المغربي لرائد للأغنية المغربية في عالم باتت سمته البارزة اليوم تشجيع ثقافة "البوز" والإثارة والسخافة على حساب الكلام والذوق الجميلين. خلف وراءه تراثا خالدا بالعديد من الأعمال أغنى بها الخزانة الغنائية المغربية والعربية، نذكر منها "قطار الحياة"، "رموش"، "الهاتف"، "الميعاد"، "القمر الأحمر"، وقصائد أخرى، ثم عاد ليصنع الحدث في احتفالات عيد العرش الأخير بأغنية وطنية حملت عنوان "المغرب بلادي"، رغم اعتزاله وابتعاده عن الغناء.