يبدو أن الخطوة التي سيقدم عليها وزير الصحة الحسين الوردي، بإقرار الخدمة الإجبارية لمهنيي الصحة في المناطق النائية، لمدة سنتين مباشرة بعد التخرج، ستجعل حزب التقدم والاشتراكية في حالة صدام مستمر مع الأطباء والممرضين. القرار الذي يضع الوردي اللمسات الأخيرة على مشروعه، وهدفه حسب ما صرح به "تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة في هذه المناطق التي تعاني من أكبر نسب الخصاص المسجلة بالقطاع"، خلق نوعا من الصدام بين الممرضين الجدد والأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، وذلك خلال المهرجان الخطابي الذي نظمه أمس الجمعة في مدينة وجدة. وشهد مركز الدراسات والبحوث في العلوم الانسانية والاجتماعية، خلال المهرجان الخطابي الذي نظمه الحزب، احتكاكات بين أنصار حزب التقدم والاشتراكية والطلبة الممرضين، الذين رفعوا شعارات مناوئة لوزير الصحة وحزبه المشارك في الحكومة، التي يترأسها عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وفي كلمة له بالمنصة الرئيسية للمهرجان، أوضح ممثل للطلبة الممرضين، أن سبب احتجاجهم هي الخطوة التي سيقدم عليها الوزير الوردي والتي ستبقى حسبهم وصمة عار في جبين حزبه، معتبرين القرار في حال تنزيله أحادي، وتحاول الحكومة ممثلة في وزير الصحة فرضها عليهم، ليقرروا بعد ذلك نقل احتجاجاتهم إلى خارج القاعة. الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله خصص حيزا مهما، من كلمته، للقرار الذي اعتبره قرارا لحزب الكتاب، بالقول أن "الخدمة الإجبارية اقتراح لحزب التقدم والاشتراكية، لمختلف الأطباء والممرضين بهدف تقديم الخدمات في جميع المناطق التي تعرف خصاصا". بنعبد الله الذي بدا غاضبا من محاولات الطلبة الممرضين نسف نشاطه الحزبي، خاطبهم بالقول، "من دون شك أن الغرض ليس التحاور أو إسماع صوتكم، بل أن تكتب عليكم مختلف المواقع وقنوات الاتصال"، مضيفا "أعطيناكم الكلمة لأننا حزب ديمقراطي، ويحترم الآخر ويحترم التنوع". "لا يوجد أي حزب سيسمح لكم بالكلمة للتعبير عن مواقفكم، وبعدها تحاولون نسف نشاطه"، يضيف الأمين العام لحزب الكتاب، الذي تساءل، "أين هي الديمقراطية التي تطالبون بها، بمعنى أنه لا يهمكم المواطنين والمواطنات، الذين جاؤوا بالآلاف لهذا المهرجان"، معتبرا أن "الذي يهمكم هو السعي إلى نسف التجمع الخطابي". وزاد بنعبد الله في لهجته اتجاه الممرضيين الجدد، قائلا، "مع الأسف تصرف من هذا النوع لن يخلق تعاطفا معكم بل نفورا"، مسجلا أنه "رغم ذلك سنبقى في الحزب رهن إشارتكم للاستجابة لمطالبكم المشروعة، شرط أن لا تضرب مصالح الشعب، أو تضره لأن وقتها سنقول لكم لا، وسنتحمل عناءها خدمة لمصلحة الشعب". إلى ذلك كشف الوزير التقدمي أن زميله في الحزب الحسين الوردي، قرر استقبال المشتغلين في المجال الصحي الرافضين لقراره وذلك بعد عودته من الزيارة الرسمية التي يقوم بها إلى جانب عاهل البلاد، مستغربا من كون "جزء من ممثلي طلبة الطب يرفضون القرار ويروجون أنهم يشتغلون بألف درهم في هذه المناطق هذا كذب وافتراء وبهتان". بنعبد الله شدد على أنه "آن الأوان لتكون الخدمة الإجبارية، في المناطق التي تعرف خصاصا مهولا، لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين، مستغربا من رفض هذا القرار لكون "البعض يريد الاشتغال في المدن فقط التي توجد فيها المصحات الخاصة للحصول على الأموال على حساب صحة المغاربة".