من أصْل ما يُقاربُ أربعين مليون نسمة، وهو إجمالي عدد سكان المغرب، حسبَ إحصاء 2014، يوجدُ ما بيْن مليون ونصف ومليونيْ شخص مرضى بداء السكري، تتراوح أعمارهم عشرين سنة فما فوق، إضافة إلى 15 ألف طفل مصابين بداء السكري. المُثير أنَّ نصف المرضى بالسكري (50 في المائة) في المغرب لا عِلْم لهم بإصابتهم بالدّاء، حسب ما كشف عنه وزير الصحة الحسين الوردي خلال لقاءِ صباح اليوم بالرباط، بمناسبة انطلاق الحملة الوطنية للتحسيس بداء السكري، ويصلُ عدد المصابين الذين تتكفّل بهم وزارة الصحة في المراكز الصحية التابعة لها إلى 580000 مريض، بينما تبْلغ الميزانية السنوية التي ترصدها وزارة الصحة لاقتناء الأدوية المتعلقة بداء السكري 145 مليون درهم. وتتوخّى الحملة التي أطلقتْها وزارة الصحة تحت شعار "جميعا ضدّ داء السكري"، تحسيس المواطنين بخطورة الداء، ونشر الوعي بأنواع السكري وأعراضه ومضاعفاته، والتحسيس بأهمية الكشف المبكر. وقال الوردي في كلمة بالمناسبة، إن داء السكري، الذي يعتبر مرضا مزمنا صامتا ومتطورا، يعد أول أسباب العمى وبتر الأعضاء والقصور الكلوي، ويمثل تحديا كبيرا بالنسبة للصحة العمومية. بدوره وصف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي داء السكري ب"أحد الأمراض الفتاكة في المغرب"، قالَ إنّ وجود 50 في المائة من المصابين بداء السكري بحملهم للداء، يعني وجود "أزمة تواصل وتحسيس على مستوى المجتمع"، وهو ما يستدعي تقوية التعاون بين مختلف المتدخلين. وأضاف الخلفي أنْ ليس هناك ليس هناك من خيار آخر إلا القيام بحملات تواصلية دورية ومنتظمة، واستعمال كافة وسائط الاتصال الحديثة والتقليدية، بهدف بناء وعي جماعي وقائي واستباقي "للحد من الكلفة الصحية لهذا المرض الفتاك". ويُعتبرُ داءُ السكري السبب الأوّل للعمى، والسبب الأول للإصابة بالقصور الكلوي المزمن، كما يُعتبر السبب الأوّل لبتْر الأرجل، وتُصرف 53 في المائة من النفقات المتعلقة بالتكفل بالأمراض الطويلة الأمد على التكفّل بالداء ومضاعفاته.