انتقد سامي يوسف، الفنان العالمي ذو الجنسية البريطانية وهو الإيراني المولد، موجة "الغناء الإسلامي" التي لجأ إليها عدد من المغنيين خلال السنوات الأخيرة، معتبرا أنها بعيدة عن المنبع، أي القرآن الكريم بحسب وصفه.. مضيفا: "لا يمكن أن يستوحي البعض أغانيه من التيكتونيك وموسيقى المغنية ريهانا ويقول إنها أغاني إسلامية". واعتبر سامي، الذي كان يتحدث في ندوة قبيل ساعات من إحيائه لسهرة فنية بتطوان، أن "ما تحتاجه الأغاني الدينية اليوم يقترن بالروحانيات والرجوع إلى التراث والتقاليد وأصول الشريعة وعمق الإسلام"، فيما أثنى على أصوات موسيقية مغربية لأنها تنهل من منبع القرآن.. ف"المغرب يمتاز بالأولياء ومساجده العتيقة وعلماءه الكبار ولا يختلف في ذلك على دول المشرق" وفق تعبيره. ويضيف سامي في رده على سؤال لهسبريس، بخصوص "موجة الأغاني الدينية الحديثة"، بقوله: "صحيح أن النية لدى هؤلاء الفنانين سليمة لكنها لا تكفي كلما ابتعدنا عن حقيقة الإسلام وأصبحت الإيقاعات الغربية الصاخبة هي مصدر إلهامنا"، حيث دعا الشباب الحريص على تلك الأغاني إلى الرجوع إلى التراث الإسلامي الأصيل "لأن ديننا جميل ولا شك سنجد فيها أشياء روحانية جميلة". وتحفظ على نعت تلك الأنماط من الأغاني ب"الإسلامية"، موضحا: "الموسيقى واضحة أما إسلامية فليست كذلك، ليس من الناحية الشرعية، لكن هل تمتثل لروح الإسلام"، مشددا على أن البعض ببعده عن عن هذه الروح، كما وصفها، "يسكر حقيقة الدين باللجوء إلى أمور بعيدة عنه وبإسمه للأسف". كما قال يوسف إن السنوات العشر الأخيرة علمته أن الإسلام دين عميق جدا "أكثر مما نعتقد"، مضيفا أن المسلمين يعيشون في زمن التقدم والحداثة "ولا يعرفون ما يريدون.. للأسف لا نعرف من نحن وهذا أبرز مشاكلنا اليوم"، قبل أن يستدرك قائلا "نعم نتميز بأننا نؤمن بالله وكل الناس أساسهم طيب ويريدون حياة جيدة، لكن المشكلة حاصلة في الفكر ومدى اهتمامنا بعمق الدين وثقافته". وذكر الفنان العالمي أسماء ممن تأثر بهم في مساره العلمي والديني، من أمثال المفكر رشيد رضا وجمال الدين الأفغاني وأشعار ابن عربي والنقشبندي، حاثا على ضرورة النهل من هؤلاء "لمعرفة حقيقية بالدين وعلاقته بالحداثة"، فيما أكد أن لتلك الفئة قديما وحديثا دور هام في التصدي للفكر المتطرف ونزعات الإرهاب والطائفية في العالم العربي والإسلامي. وضرب يوسف مثالا بالجالية المسلمة المقيمة في بريطانيا، كون الجيل الأول منه هاجر إلى البلد الأوروبي من أجل نيل حياة أفضل، "لكن أبناء اليوم وجدوا مشاكل كبيرة في التدين حيث باتوا متدينين بشكل يخلطون فيه مع ثقافة قنوات MTV" على حد تعبيره، مشددا على أن الإسلام يبقى نصفه شريعة ونصفه الآخر معاملات وأخلاق. وعلاقة بدور الفنان في التعاطي مع الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية من صراعات طائفية وتوترات أمنية وسياسية، أجاب سامي جريدة هسبريس بالقول إنه بعيد عن السياسة ودور الفنان، كما باقي المسلمين، في الدفاع عن الحقيقة إذا ما هوجمت "هو أن يكون.. أي أن يحدث أثرا إيجابيا في العالم ولمجتمع، لا أن يكون ناشطا متحمسا وينسى نفسه"، مضيفا: "أن أكون مسلما مؤثرا في بريطانيا وسفيرا للأمم المتحدة ومؤمنا جيدا فهذا هو المطلوب مني".