بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية من قبل الجيش التركي، واندلاع ما بات يعرف ب"الأزمة الروسية التركية"، طفت على السطح اتهامات متبادلة بين البلدين حول مسؤولية كل طرف في الأزمة السورية التي يستمر نزيفها منذ أكثر من أربع سنوات، دون أن تجد لها سبيلا نحو الحل. ومن جملة الاتهامات التي تلاحق تركيا بدعم تنظيم "الدولة الإسلامية"، والمعروف اختصارا ب"داعش"، كون الحكومة التركية تدعم التنظيم عن طريق تحويل عدد كبير من المخزون النفطي في كل من العراقوسوريا إلى السوق السوداء في تركيا، ومن ثم إلى السوق العالمية. هذه الاتهامات أتت أيضا من مسؤولين عرب، حيث قال النائب العراقي والمستشار السابق للأمن القومي العراقي، موفق ربيعي، إن "داعش" قام بجني ما يناهز 800 مليون دولار، بعد بيعه للنفط في السوق السوداء التركي، والذي يتم استخراجه من سورياوالعراق، ويمر عبر الحدود التركية، ثم يباع بنصف ثمنه مقارنة مع السعر العالمي. وأفاد المسؤول العراقي بأنه يتم تكرير النفط الخام المهرب من قبل "داعش" في المصافي التركية، ثم يتم نقله عبر أنابيب في المتوسطي، ومن ثم إلى السوق العالمية"، مشددا على أن "الأموال الطائلة التي يجنيها التنظيم من بيع المحروقات، تعتبر بمثابة "الأكسجين الذي يتنفس به". وبدوره اتهم الرئيس الروسي أنقرة بأنها أسقطت خلال الأسبوع الماضي المقاتلة الروسية من أجل حماية تهريب تنظيم "الدولة الإسلامية" للنفط، حيث قال "لدينا كل الأسباب التي تدفعنا إلى الاعتقاد بأن قرار إسقاط طائرتنا اتخذ لحماية الطرق التي ينقل عبرها النفط إلى الأراضي التركية". وأبرز فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر المناخ المقام حاليا في باريس، أن موسكو تلقت معلومات إضافية تؤكد أن هذا النفط الذي ينتج في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومنظمات إرهابية أخرى، ينقل بكميات كبيرة إلى تركيا". وبالمقابل، لم تتردد تركيا في توجيه الاتهامات إلى نظام بشار الأسد بكونه هو من يشتري النفط من تنظيم أبي بكر البغدادي، وصرح أخيرا بأن تنظيم "داعش" يبيع النفط للنظام السوري، وإن كان لا بد من البحث عن الجهة التي توفر المال والسلاح للتنظيم، فينبغي توجيه الأنظار إلى النظام السوري والدول التي تدعمه". وأبدى أردوغان امتعاضه من اتهامات مسؤولين روس وعرب أيضا بشأن شراء تركيا النفط من "داعش"، وقال إن "موارد تركيا من النفط والغاز معروفة لدى الجميع، وأنّ أكبر وارداتها من روسيا، ثم إيران"، مضيفا "نستورد الغاز من أذربيجان، والنفط من إقليم شمال العراق، والغاز المسال من الجزائر وقطر". وعلى صعيد ذي صلة، جاء قرار لوزارة الخزانة الأمريكية، بفرض عقوبات على كيانات وأفراد روس وسوريين، على خلفية قيامهم بعمليات بيع النفط بين تنظيم "داعش" والنظام السوري، ليضع حداً للشائعات المتواصلة منذ مدة طويلة في هذا الصدد. وشملت قائمة العقوبات، التي أعلنتها وزارة الخزانة قبل أيام، كلا من رجل الأعمال السوري "جورج حسناوي"، وشركة "هيسكو للهندسة والإنشاء" التي يملكها، بسبب "دعمه المادي والتصرف نيابة عن الحكومة السورية"، ولأن "حسناوي يعمل كوسيط لشراء النفط من داعش، لصالح النظام السوري