تناولت صحف شرق أوربا الصادرة اليوم الجمعة مواضيع متنوعة من بينها العقوبات الروسية ضد تركيا وأزمة اللاجئين. ففي بولونيا أبرزت الصحف تردي العلاقات الروسية التركية على اثر وقف روسيا لمشروع انبوب الغاز (السيل التركي) والذي يتوقع نقل الغاز الطبيعي الروسي عبر أنابيب في البحر الاسود الى الحدود التركية اليونانية وربطه لاحقا بأوربا الغربية. صحيفة (بولسكا) كتبت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدو مصمما على معاقبة تركيا على إسقاطها للمقاتلة الروسية على الحدود السورية، مضيفة انه بعد الحظر على المنتجات الزراعية التركية أوقفت روسيا كل المفاوضات بشأن بناء أنبوب الغاز. وأشارت الصحيفة الى أن هذا المشروع هو الثاني الذي يتم إقباره بعد إقبار مشروع (السيل الجنوبي) بفعل النزاع الاوكراني، مشيرة الى أن الازمة الروسية التركية ستطول بالنظر لكون روسيا تشترط تقديم تركيا لاعتذار رسمي حول مسؤوليتها عن إسقاط المقاتلة وهو ما ترفضه تركيا. صحيفة (لاغازيت) ترى من جهتها أن العقوبات التي فرضت على قطاعي الزراعة والسياحة التركي لم تكن كافية بالنسبة للكرملين الذي أوقف اجتماعات اللجنة المشتركة بشأن أبنوب الغاز والتي لن تعقد على الاقل خلال الاشهر المقبلة ينضاف ذلك الى فرض تأشيرات روسية على الاتراك الراغبين في التوجه لروسيا للعمل أو السياحة. وأضافت الصحيفة ان بوتين يعتزم ان تؤدي أنقرة ثمنا غاليا على اسقاطها للطائرة الروسية التي تقول انها كانت تحارب الارهابيين في سوريا، مشيرة الى أن روسيا بدأت في إقامة قواعد في سوريا وهو الامر الذي سيثير حفيظة الاتراك. وفي روسيا ذكرت صحيفة "روسيسكايا غازيتا " أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية (البرلمان) بخصوص إسقاط تركيا لمقاتلة روسية في سوريا " لن تستعرض القوة بالسلاح ولن نكتفي بالطماطم"، وذلك في إشارة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها موسكو على أنقرة. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الروسي أكد على "أن موسكو لن تنسى أبدا خيانة القيادة التركية ودعمها للإرهاب، موضحا في الوقت ذاته أن الرد الروسي لن يقتصر على الإجراءات الاقتصادية". وأشار إلى الإجراءات التي ستتخذها روسيا لمعاقبة أعوان الإرهابيين في تركيا والذين يتحملون مسؤولية مقتل العسكريين الروسيين "إننا سنذكرهم مرارا بما ارتكبوه، فسيندمون كثيرا عليه مرة بعد مرة، إننا نعرف ما علينا أن نفعله ". وفي سياق متصل قالت صحيفة "مسكوفسكي كمسموليتس " أن بوتين حذر في خطابه السنوي إلى البرلمان الروسي الخميس من الخطر الهائل الذي يمثله الإرهابيون من روسيا ورابطة الدول المستقلة الذين يحاربون في سوريا. وشدد في رسالته ، تضيف الصحيفة "علينا أن نواجههم ونقضي عليهم قبل أن يقتربوا من حدودنا" موضحا أنه لهذا السبب قررت موسكو بدء عمليتها الجوية ضد الإرهاب الدولي في سوريا، والتي تجري على أساس طلب رسمي من الحكومة الشرعية في دمشق . صحيفة "كوميرسانت" ذكرت أن تقريرا قدم لمجلس الأمن الدولي يتضمن إشارة الى ان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قد وجد موطئ قدم في ليبيا، مشيرة الى أنه يهدد ليس فقط البلدان الأفريقية المجاورة، بل والبلدان الأوروبية أيضا التي يفصلها عن ليبيا البحر الأبيض المتوسط . وأضافت الصحيفة أن التقرير المقدم الى مجلس الأمن الدولي الذي يتألف من 24 صفحة يتضمن دراسة لكيفية مكافحة المجموعات والمنظمات الإرهابية مثل "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" مشيرة الى أنه وفق معطيات الخبراء يوجد في ليبيا حاليا ثلاثة آلاف مسلح ينتمون ل"داعش" نصفهم يرابطون في مدينة سرت. وفي اليونان تناولت الصحف الحصار المفروض في الحدود اليونانية المقدونية على نحو 6000 مهاجر وطالب لجوء من جنسيات مختلفة ترفض دول غرب البلقان عبورهم الى غرب أوربا حيث لا تقبل سوى السوريين والعراقيين والأفغان. صحيفة (تا نيا) ذكرت أن الحكومة اليونانية تعتزم بتعاون مع المفوضية العليا للاجئين نقل هؤلاء الى مراكز إيواء في أثينا وتقديم الدعم لهم في انتظار بحث حالاتهم والتقرير بشأنها. وأضافت الصحيفة نقلا عن المفوض الاوربي للهجرة ديميتريس أفراموبولوس دعوته بلدان الاتحاد الى وقف ما أسماه لعبة اللوم المتبادل، معتبرا أن تهديد البعض بانهيار فضاء شنغين سيكون البداية لانهيار الاتحاد الاوربي، وذلك على خلفية دعوة بعض بلدان وسط أوربا الى إخراج اليونان من فضاء شينغن وتحميلها مسؤولية التدفقات المتزايدة للاجئين الى داخل الاتحاد الاوربي. وقالت الصحيفة إن المفوض الاوربي دعا جميع البلدان الى تحمل مسؤولياتها وعدم العودة لنقطة الانطلاق، مذكرا أنه قبل عقود خلت بذلت أوربا جهودا كبيرة لتترك وراءها كل الأمور التي تحدث الفرقة في وسط بلدانها. وأضاف أن اللاجئين ليسوا أعداء للاتحاد الاوربي، كما أن أوربا لا يمكنها ان تصبح قلعة حصينة، وهناك ناس في حاجة الى الحماية والدعم وعلى الاتحاد الاوربي التحلي بقيمه الاخلاقية والقانونية تجاههم. صحيفة (كاثيمينيري) ذكرت أن وكالة مراقبة الحدود الاوربية (فرونتيكس) ستساعد اليونان في مراقبة تدفقات اللاجئين على حدودها مع مقدونيا بعد أزمة حصار آلاف اللاجئين في المنطقة العازلة بين البلدين بحجة أنه لا تتوفر فيهم مواصفات اللجوء ولا يحملون جنسيات سوريا والعراق وأفغانستان. وأضافت الصحيفة أن فرونتيكس ستنشر مزيدا من الافراد على الحدود المقدونية اليونانية ابتداء من الاسبوع المقبل للمساعدة في تسريع تسجيل طالبي اللجوء بما في ذلك اولئك الذين لم يتم تسجيلهم بشكل ملائم. ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الحكومة اليونانية أولغا جيروفاسيلي قولها ان المزاعم بأن اليونان لا تقبل مساعدة فرونتيسك واهية، ففي الوقت الراهن لم نحصل ولو على واحد من عشرة من الدعم الذي طلبناه من فرونتيكس لمواجهة الاعداد الكبيرة للاجئين المتوافدين على البلاد. وفي النمسا ذكرت الصحيفة الاقتصادية (ويرتشافلبلاست) أن منظمة الدول المصدرة للنفط اوبيك التي تعقد اجتماعات دورتها ال 168 اليوم في فيينا ستحافظ في الاغلب على الانتاج الحالي للمنظمة في30 مليون برميل يوميا. وأضافت الصحيفة أن هذا القرار سوف لن يرضي بعض الدول المتأثرة بتراجع أسعار النفط على الخصوص فينزويلا وليبيا والجزائر التي تبحث بكل السبل عن حمل الاعضاء الاخرين على تخفيض الانتاج من أجل الرفع من الأسعار. صحيفة (كرونين زيتونغ) ذكرت من جهتها أن شابين سوريين طالبا لجوء دخلا مؤخرا للنمسا ضمن قوافل اللاجئين يوجدان حاليا رهن الاعتقال الاحتياطي في سالزبورغ بتهم انتمائهما لداعش. وأضافت أن اعتقالهما جاء على اثر شهادات لبعض اللاجئين السوريين الذين قالوا ان المتهمين قد يكونان شاركا في معارك مع داعش.