أولت الصحف الرئيسية الصادرة اليوم الثلاثاء بأوروبا اهتمامها باعلان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تخصيص ملياري أورو في إطار مخطط استعجالي لدعم التشغيل ، وللمشاورات التي بدأها العاهل الاسباني مع القادة السياسيين الاسبان من أجل تشكيل حكومة جديدة ، وبتداعيات مشكل اللاجئين في أوروبا. فتحت عنوان " ملياران لدعم التشغيل (والرئاسة) "، كتبت (لافونير) البلجيكية أن الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند أعلن عن تخصيص أزيد من ملياري أورو لدعم التشغيل، سيخصص منهما مليار واحد للتكوين، في مسعى لحل مشكل البطالة الذي فرض نفسه كشرط للطموح بالفوز بولاية ثانية في 2017. واعتبرت الجريدة أنه في بلد عرف خيبات أمل نتيجة وعود كاذبة، يسارع هولاند الزمن وهو الذي وعد بأن مشكل البطالة سيعرف طريقه إلى الحل قبل 2013. وبالنسبة ل(لاليبر بلجيك)، فإن هولاند يلعب آخر أوراقه، حيث كان قد أعلن السنة الماضية أنه لن يترشح لولاية ثانية إذا فشل في رفع هذا التحدي. من جانبها، أشارت (لوسوار) إلى أن فرونسوا هولاند رد على حالة طوارئ اقتصادية واجتماعية جديدة. وأضافت أن هذا المخطط يثير كثيرا من الشكوك دون معارضة من اليمين، وأيضا من اليسار، معتبرة أن توفير تكوين ل 500 عاطل عن العمل يهدف إلى التمكين من حذفهم من لائحة العاطلين. واعتبرت صحيفة (لوموند) الفرنسية أن الامر يتعلق بالمعركة الاخيرة في ولاية الرئيس هولاند الذي التزم بعكس منحى البطالة، مشيرة الى ان هذه المعركة ستحدد مدى قدرة هولاند على الفوز بولاية ثانية سنة 2017 . وقالت الصحيفة ان الرسالة التي اراد هولاند توجيهها، مفادها ان معركة التشغيل ستتواصل حتى نهاية الولاية وان سنة 2016 تعتبر بالتالي سنة حاسمة. من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) ان هذا المخطط الجديد والاخير في مجال مكافحة البطالة، يتضمن بعدا سياسيا غير معلن لكنه حاسم، مشيرة الى ان الاجراءات المعلن عنها لن يكون لها سوى تأثير ضعيف في ميدان خلق فرص الشغل، وخفض معدل البطالة سنة 2016 . واوضحت الصحيفة ان هذه الاجراءات ستمكن في احسن الاحوال العاطلين لفترة طويلة من الحصول على تكوين سهل، او تتيح للشباب غير المؤهل الولوج الى تعلم سريع. من جانبها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان هولاند لم يحضر لاعلان صادم حول مخططه الاستعجالي، مبرزة ان اجراءاته التي تبخرت منذ عدة أسابيع كانت معروفة. واضافت ان الرئيس فرانسوا هولاند فاجأ الفرنسيين أكثر عندما اعرب عن انشغاله بشأن تمكين المقاولات من مرونة اكثر. وفي إسبانيا، أولت الصحف اهتماما خاصا للمشاورات التي بدأها الملك فيليبي السادس مع القادة السياسيين والتي من شأنها أن تفضي إلى اقتراح مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة. وهكذا، كتبت (إلموندو) أن الملك فيليبي السادس أعرب لممثلي الأحزاب السياسية عن قلقه بشأن صعوبة التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة مستقرة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي أفرزت مشهدا سياسيا مجزأ. المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (أ بي سي) التي أشارت إلى أن العاهل الإسباني أكد خلال لقاءاته مع الزعماء السياسيين، أنه لا يستبعد اللجوء إلى انتخابات جديدة لإخراج البلاد من هذا المأزق السياسي. أما (لا راثون)، فذكرت أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته، ماريانو راخوي، شدد على ضرورة تشكيل حكومة تتمتع بدعم برلماني واسع، قائلا إنه مستعد للحوار مع الاشتراكيين ويمين الوسط لوضع برنامج "لمستقبل إسبانيا". بدورها أوردت (إلباييس) تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون في الحكومة المنتهية ولايتها، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، الذي ذكر بأن الاتحاد الأوروبي عبر عن قلقه إزاء حالة عدم اليقين السياسي بإسبانيا. وفي إيطاليا، كرست الصحف عناوين صفحاتها الأولى لانهيار أسهم البنوك في بورصة ميلانو، التي أغلقت أمس الاثنين على انخفاض 2.6 في المائة. وتحت عنوان "الهجوم على البنوك، وهبوط سوق الأسهم '' كتبت صحيفة "المساجيرو" أن أغلب أسواق الأسهم الأوروبية الرئيسية أغلقت على انخفاض طفيف باستثناء بورصة ميلانو التي هبطت ب 2.6 في المائة بسبب انهيار أسهم البنوك مما تسبب في توقفها. وأضافت الصحيفة أن استبيانا للبنك المركزي الأوروبي بشأن الديون المعلقة والقروض المتأخرة كان كافيا لخلق الذعر في الأسواق المالية. في نفس السياق كتبت " لا ريبوبليكا '' ان تسريبات خلال عطلة نهاية الاسبوع حول استعداد البنك المركزي الأوروبي للبحث وتدقيق الوضعية المالية للبنوك كانت وراء هذا الاضطراب في الأسواق المالية الايطالية . وفي ألمانيا تركزت تعليقات الصحف الصادرة اليوم بالخصوص على تعامل الحكومة الألمانية مع أزمة اللاجئين التي أثارت جدلا واسعا في المشهد السياسي بألمانيا . وكتبت صحيفة (دي فيلت) في تعليقها أن المستشارة أنغيلا ميركل تقاوم كل الانتقادات التي تتعرض لها داخل الاتحاد المسيحي ضد السياسة التي اعتمدتها بخصوص اللاجئين مشيرة إلى أن ميركل في بداية دخول اللاجئين بدت وكأنها في " انتفاضة " ، إلا أن الموقف تحول بعد الضغوطات والأحداث التي تعاقبت ، فأصبحت المستشارة تقوم بكل إجراء قد يحد من عدد اللاجئين . وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن هذه المحاولات التي تقوم بها ميركل ربما لن تؤدي إلى تحسن كبير في الوضع بالمدن أو تحقيق ميركل لنجاح قريب في تصحيح برنامجها. من جهتها كتبت صحيفة (تورينغيشه انديستسايتونغ) في تعليقها أن " عدد السياسيين من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذين يعارضون سياسة المستشارة أنغيلا ميركل المتعلقة باللاجئين في ارتفاع مستمر " معتبرة أن الصورة التي أصبح الحزب يعكسها تظهر أنه بات ضمن أعضاءه "كتلة عنيدة " لا يمكنها أن تتفق على خط سياسي مشترك . وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن الحزب الديمقراطي المسيحي سيواجه على اثر هذه الخلافات مصاعب كبيرة في الانتخابات المقبلة ، وقد يفقد مكانته وشعبيته على حساب حزب البديل من أجل ألمانيا الذي ما فتئ يحقق دعما متواصلا ، الذي يمكن اعتباره مفتاحا لحل أزمة سياسة اللاجئين ، وفق الصحيفة. أما (فرانكفورتر روندشاو ) فترى أنه " نادرا ما تفقد حكومة ما في وقت قصير الكثير من الثقة " في ألمانيا مشيرة إلى أنه لم يكن متوقعا أن تواجه حكومة ميركل هذا الحجم من المشاكل إذ أن حل أزمة اللاجئين كان على حساب السياسة الخارجية. وذكرت الصحيفة أن العديد من القضايا ، كإحلال السلام في سورية ، والسيطرة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ، ووضع مخيمات للاجئين بالقرب من منطقة النزاع تستدعي موقفا حازما وقويا من ميركل لأن وضعها يكمن في تحديد المبادئ التوجيهية للسياسة. وفي بريطانيا ، اهتمت الصحف بأزمة صناعة الصلب البريطانية، وبالنقاش في البرلمان البريطاني بشأن مسألة حظر دخول الملياردير الأميركي دونالد ترامب الى أراضي المملكة المتحدة و بموضوع تعلم اللغة الانجليزية من قبل المسلمين الذين يعيشون في انكلترا. صحيفة "فاينانشال تايمز" كتبت عن قرار مجموعة الصلب "تاتا ستيل" القاضي بحذف 1050 وظيفة في المملكة المتحدة بسبب المنافسة الشديدة في السوق الدولية. وذكرت أنه سيتم إلغاء نحو 750 وظيفة في ويلز و 300 في مواقع أخرى في المملكة المتحدة من قبل الشركة الهندية لصناعة الصلب التي تشتكي باستمرار من انخفاض أسعار الصلب " الناجم عن تدفق واردات رخيصة ، لا سيما من الصين ". صحيفة "الغارديان" أشارت من جهتها الى النقاش في البرلمان البريطاني بشأن مسألة حظر دخول الملياردير الامريكي دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة بسبب تصريحاته ضد المسلمين. وقالت إنه تم إطلاق عريضة تدعو لحظر الاراضي البريطانية على الملياردير الأمريكي بسبب مواقفه السيئة من المسلمين مضيفة أن العريضة التي أطلقتها الاسكتلندية سوزان كيلي لقيت استجابة عارمة حيث وقعها ما يقرب من 600 ألف شخص. وذكرت الصحيفة بأنه في المملكة المتحدة، يجب على البرلمان تنظيم مناقشة في موضوع ما وقت تجاوز عدد الموقعين عن عريضة بشأنه عتبة 100 ألف موقع. أما بالنسبة لصحيفة " دي إنديبيندنث" ، فسلطت الضوء على خطة لتعليم اللغة الإنجليزية للمسلمين الذين يعيشون في المملكة المتحدة. وقالت الصحيفة إن هذه الخطة تنص على إجراء اختبار بعد عامين ونصف بعد الإقامة بالأراضي البريطانية مشيرة الى انه في حالة الفشل فإن المختبر مهدد بالطرد من البلاد.