نظم المجلس الوطني الفيدرالي لحركة "توادا ن إيمازيغن" مسيرة احتجاجية وطنية، يوم الأحد، شارك فيها أكثر من 8 آلاف شخص، جابت شوارع مدينة مراكش، انطلاقا من باب دكالة، إلى مسجد الكتبية المحاذي لساحة جامع الفنا، مرورا بشارع محمد الخامس. المسيرة جاءت للتنديد بما أسماه المحتجون "الإقصاء والميز والتهميش الممنهج ضد الأمازيغية والأمازيغ في وطنهم"، و"الاغتيال السياسي في حق مناضل القضية الأمازيغية عمر خالق"، و"استمرار الاعتقال السياسي في حق مناضلي القضية الأمازيغية، مصطفى أوسايا، وحميد أوعضوش، وكل المعتقلين السياسيين بالمغرب"، و"الصمت المطبق في حق قضية معتصم إميضر فوق جبل البان لأزيد من خمس سنوات". ورفعت شعارات منددة بالتضييق الذي يتعرض له نشطاء حركة "تاوادا ن امازيغن"، وأعضاء لجنة دعم عمر خالق، وعمل لجنة استقبال المعتقل السياسي مصطفى أوسايا، وب"القمع الذي تعرضت له ساكنة بولمان المنتفضة"، ومطالبة ب"حقوق الأمازيغ في وطنهم"، ومستنكرة "نهب أراضيهم بدعوى تحديد الملك الغابوي". كما طاب المحتجون أيضا بالديمقراطية والتوزيع العادل للثروات ورفع التهميش الاقتصادي. الشكل الاحتجاجي الذي نظم بمناسبة "الذكرى 36 للربيع الأمازيغي"، جاء تحت شعار "إمازيغن ورهان التحرر في ظل الاعتقال والاغتيال السياسيين واستمرار الإقصاء والميز". وتم التذكير بتاريخ الأمازيغ، والاستشهاد ب"تافسوث إمازيغن"، التي "راح ضحيتها العديد من الأمازيع، وخلفت عددا من المعتقلين سنة 1980 على مستوى الجزائر"، يقول بيان للمحتجين. "المعاناة نفسها تكررت في الربيع الأسود "ثافسوث ثبركانت" التي سقط فيها التلميذ الأمازيغي "كرماح ماسينيسا" شهيدا، ومع اختطاف واختفاء المفكر الأمازيغي والدكتور اللساني "بوجمعة هباز"، لذلك جعل المشاركون الذي هبوا إلى "تاوادا نمراكش" لحظة للوقوف واستحضار "محطات مؤلمة في النضال التحرري الأمازيغي أدى فيها إمازيغن ثمنا غاليا من أجل الحرية والكرامة والوجود". وصدحت حناجر ناشطات ونشطاء الحركة الأمازيغية مستنكرة سعي"الأنظمة المتسلطة والمستبدة الحفاظ على مصالحها السياسية والاقتصادية، في ظل انتفاضات الشعوب المتواصلة لتحقيق مزيد من الحرية والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية، وإسقاط كل صنوف الفساد ومظاهر الاستبداد والتسلط". وطالب بيان صدر عن المسيرة المذكورة بضرورة إقرار دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا، يقر بأمازيغية المغرب كمدخل حقيقي للانتقال الديمقراطي والمصالحة الوطنية، وضرورة تدريس الأمازيغية والتدريس بها وبحرفها تيفناغ في جميع أسلاك التعليم ولجميع المغاربة. كما طالب المحتجون بضرورة إعادة كتابة تاريخ المغرب بأقلام نزيهة وموضوعية، وكشف حقيقة المختطفين والمغتالين مجهولي المصير (بوجمعة هباز، حدو أقشيش..)، وحقيقة الجريمة التي راح ضحيتها المغني الأمازيغي بالريف "الحسين بلكليش ريفينوكس"، وتقديم الجناة إلى العدالة، وإسقاط كل التهم والمتابعات في حق مناضل حركة تاوادا ن امازيغن "حسن كحمان"، والكف عن التضييق الذي يتعرض له مناضلو الحركة وأشكالها السلمية. وشدد المشاركون في"تاوادا" على الحق في التقسيم العادل والتوزيع المنصف للثروة والسلط والقيم، وإلغاء كافة الظهائر الاستعمارية ذات الصلة بسياسة نزع الأراضي، وكافة مراسيم "التحديد الإداري الغابوي"، "مع ما يستتبع ذلك من إجراءات جادة لجبر الضرر الذي لحق الملاكين الأصليين جراء هذه السياسة اللاوطنية"، معبرين عن رفضهم التام للدستور وكل ما ترتب عنه من مؤسسات. وعبر المشاركون في مسيرة مراكش عن تضامنهم مع ساكنة بولمان، وأسر ضحايا الغازات السامة بالريف، وساكنة إميضر المعتصمة من أجل الاستفادة العادلة من الثروة الوطنية والمحلية، مطالبين ببراءة المعتقلين، ومعاقبة "كل المتورطين في قضية ضرب الريف بالغازات الكيماوية السامة المحرمة دوليا".