شدد إبراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد "أماديوس"، على ضرورة اعتماد المغرب على ما وصفه ب"القوة الناعمة" في التسويق لصورته بالخارج، وذلك من خلال الاعتماد على الجامعات، ومؤسسات البحث والتفكير، ووسائل الإعلام، "لأنها تشكل ركيزة أساسية تعتمدها جميع الدول الراغبة في الترويج لصورتها بالخارج وتقوية علامتها"، حسب تعبيره. وقال الفاسي الفهري، في كلمته أمام الحاضرين في ندوة نظمها معهد "أماديوس"، حول "علامة المغرب"، إنه يجب التفكير في طرق تقوية صورة المغرب حتى تكون الصورة التي يتم تسويقها في الخارج هي نفسها التي يراها المواطن المغربي، "خصوصا أن هذه الصورة عانت من سوء فهم إعلامي؛ ذلك أن أعداء المغرب يقومون بترويج مغالطات، يتم تسويقها على الصعيد الدولي، الأمر الذي يضر مصالح المغرب ويبني أفكارا خاطئة عنه"، حسب تعبيره. واعتبر مدير مؤسسة "أماديوس" أن المغرب يتوفر على علامة جد قوية، لكن لم يتم استغلالها بالشكل المطلوب إلى حد الآن، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة التركيز خلال التسويق لعلامة المغرب على تاريخه، وموقعه الجغرافي، والاستقرار الذي يعرفه. أما الرسائل التي يجب أن تعمد سياسة التسويق للبلد إلى الترويج لها، فهي "كل ما يعرفه المغرب من تحولات اقتصادية وسياسية، والنظام السياسي المستقر، والملكية التي تحظى بإجماع المغاربة"، وهي نقاط يرى فيها الفاسي الفهري "معالم مهمة لجعل المغرب نموذجا مختلفا في محيطه". من جهته، أكد محمد عبو، الوزير المكلف بالتجارة الخارجية، أن التسويق لعلامة المغرب "إستراتيجية عامة للدولة"، مشيرا إلى أن "الإصلاحات التي قام بها الملك محمد السادس خلال السنوات الأخيرة هي التي جنبت البلد العديد من المنعرجات التي عصفت بدول مجاورة"، حسب تعبيره. وواصل عبو بأنه حتى على الصعيد الاقتصادي يستمر المغرب في تعزيز خياره في الانفتاح على العالم، إذ قام إلى حدود الآن بالتوقيع على 56 اتفاقية تبادل حر مع العديد من الدول، بالإضافة إلى الإصلاحات التي تروم تحسين التنافسية الاقتصادية للمملكة، وجذب الاستثمارات الأجنبية، والرفع من تنافسية المقاولات المغربية على الصعيد الداخلي والخارجي. وعدد الوزير ذاته العوامل التي تجعل صورة أي بلد قوية في الخارج، ومن بينها نمط الحياة، ومستوى العيش، وتاريخ البلد وثقافته، والمؤسسات التي يتوفر عليها، والموارد الطبيعية، والعرض السياحي والترفيهي الذي يقدمه، بالإضافة إلى المعطيات حول المبادلات التجارية والاستثمارات. وعلى غرار إبراهيم الفاسي الفهري، أكد الوزير عبو أن "هناك أعداء للمغرب يعمدون إلى تسويق صورة مغلوطة عنه، ولهذا يجب العمل على تقوية علامة المملكة على الصعيد الدولي".