انصب اهتمام الصحف الصادرة بمنطقة أمريكا الشمالية على النقاش الدائر حول اختيار نيل غورساتش بالمحكمة العليا، ومخططات إدارة ترامب في مجال مكافحة "الدولة الإسلامية"، فضلا عن أثر المرسوم المناهض للهجرة على السياسة الكندية في ميدان استقبال اللاجئين. وهكذا، كتبت صحيفة (واشنطن بوست) أن مجلس الشيوخ سيشهد أكثر جلساته "سخونة" لتأكيد التعيين في المحكمة العليا منذ أزيد من عقد من الزمن، على اعتبار أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي سيواجهان ضغوطا قوية للانتصار في أحد المعارك السياسية الأكثر حسما في ولاية الرئيس الجديد دونالد ترامب. وحسب الصحيفة فإن الجمهوريين يأملون في رؤية تأكيد المرشح الذي اختاره ترامب ليحل محل أنطونين سكاليا، الذي توفي قبل عام تقريبا، في أفق أبريل المقبل قبل عطلة عيد الفصح، حتى يمكنه المشاركة في الجلسات الأخيرة في ولاية أعلى محكمة أمريكية، والتي ستنتهي في يونيو القادم. ولاحظت الصحيفة أنه كإشارة على المقاومة المتنامية للديمقراطيين، صرح زعيم الأقلية الديمقراطية، تشارلز شومر، وعدد من أعضاء الكونغرس من الحزب أن غورساتش يتعين عليه تعبئة 60 صوتا على الأقل لإزالة العقبات المسطرية من أجل الحصول على تصويت التأكيد النهائي، في وقت لا يتوفر فيه الجمهوريون سوى على 52 مقعدا في مجلس الشيوخ. من جهتها، كتبت (وول ستريت جورنال) أن البداية "العدوانية" للرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض أججت حربا مع الديمقراطيين وخلقت جوا من عدم الارتياح لدى الجمهوريين، مما يقلل من فرص الحصول على توافق بين الحزبين وربما يحد من نطاق ما يمكن للرئيس الجديد القيام به خلال فترة ولايته. وقدمت الصحيفة كمثال على ذلك مناورات الديمقراطيين التي منعت إجراء تصويت في أحد اللجان ومقاطعة اجتماع وتأجيل تصويت تأكيد وزير العدل السيناتور جيف سيشنز، أحد الأشخاص الأوفياء لترامب، والذي يعتبر كمصدر إلهام لسياسته في مجال مكافحة الهجرة . من جانبها، كتبت صحيفة (نيويورك تايمز) أن أول تعيين للرئيس ترامب في المحكمة العليا يجب أن يتبعه تعيين ثان لتعويض أنتوني كينيدي (80 عاما) الذي قد يذهب للتقاعد في المستقبل القريب. وأبرزت الصحيفة أنه باختياره لغورساتش، يسعى قاطن البيت الأبيض لطمأنة القاضي كينيدي أنه سيختار كبديل له مرشحا مماثلا للقاضي غورساتش، متسائلة عن مدى نجاعة هذه الاستراتيجية ومشيرة إلى أن العديد من كتاب المحكمة السابقين للقاضي كينيدي عبروا عن شكهم من أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تكون عاملا حاسما للقاضي. على صعيد آخر، قالت (واشنطن تايمز) إن البنتاغون ووزارة الخارجية يستعدون، في إطار المخطط الذي طلبه الرئيس ترامب من أجل إلحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف "للدولة الإسلامية"، لاقتراح زيادة كبيرة للأسلحة للمقاتلين الأكراد في سورية، وتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم المتشدد وتوسيع عدد القوات الأمريكية الخاصة (كوماندو) العاملة في الميدان. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين فدراليين، أن هذه التدابير، وكذا دراسة كيفية تنسيق الضربات الجوية الأمريكية مع القوات الروسية، ستشكل الجزء الأكبر من الاستراتيجية التي ستقدم إلى البيت الأبيض ردا على الأمر التنفيذي الذي وقعه ترامب يوم الجمعة الماضي والهادف لإرساء مخطط جديد لمكافحة داعش في 30 يوما. بدورها، اعتبرت (دو هيل) أن إدراج العراق في قائمة البلدان التي استهدفها الأمر التنفيذي لتقييد الدخول إلى الولاياتالمتحدة ألقى بثقله على العلاقات الأمريكية - العراقية، وهو الامر الذي يمكن أن يقوض الحرب ضد "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية. وتعتقد الصحيفة أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوجد أمام خيار صعب إما فرض حظر متبادل على التأشيرات الأمريكية، وكنتيجة لذلك طرد العسكريين الأمريكيين من البلاد، وإما قبول سياسة الولاياتالمتحدة. بكندا، كتبت ( لو دوفوار) أنه رغم الجدال من كافة الجهات بشأن مرسوم الهجرة للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، فإن الحكومة جوستان ترودو لن تغير مسارها : ليس محل تساؤل استقبال المزيد من اللاجئين، ولا مراجعة تعاون أوتاوا مع واشنطن بشأن مسلسل الموافقة على طلبات اللجوء. وذكرت الصحيفة أن وزير الهجرة الجديد، أحمد حسين، صرح بأن الحكومة الفدرالية لديها مخطط للهجرة وتعتزم الحفاظ عليه، مضيفة أن الحزب الديمقراطي الجديد (المعارضة)، الذي وصف مرسوم الرئيس ترامب ب"الصادم" و"غير مقبول"، طلب بأن تقوم أوتاوا بالرفع من سقف استقبال اللاجئين، والتعجيل باستقبال اللاجئين الذين تمت الموافقة على طلباتهم من قبل الإدارة الأمريكية، والحصول على ضمانات من واشنطن بالنسبة للمسافرين الكنديين أو المقيمين الدائمين القادمين من أحد البلدان المحظورة والذين يرغبون في السفر إلى الولاياتالمتحدة. من جهتها، أبرزت (لابريس) أن الحكومة الكندية لا تعتزم إعادة النظر في مخططها لاستقبال اللاجئين على الرغم ما قاله رئيس الوزراء ترودو منذ السبت الماضي، موضحة أنه غداة مرسوم ترامب، نشر ترودو على موقع (تويتر) تغيردة لقيت إشادة في كافة أنحاء العالم، كتب فيها أنه "لأولئك الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب، إن كندا ستستقبلكم بغض النظر عن عقيدتكم." من جانبها، كتبت (لوجورنال دي مونريال) أن حكومة ترودو ترفض استقبال المزيد من اللاجئين على الرغم من المرسوم المناهض للهجرة لدونالد ترامب، كما يطالب الحزب الديمقراطي الجديد، مضيفة أن زعيم الحزب توماس موكلير اتهم ترودو بالدفاع في كافة المحافل عن القيم الكندية للانفتاح، من دون أن تكون له القدرة على الانتقال من الأقوال إلى الأفعال. وأبرزت الصحيفة أن موكلير، الذي وصف ب"العنصري" مرسوم ترامب، أكد أنه يتعين على حكومة ترودو، بالإضافة إلى التدابير الملموسة، رفض رسميا حظر الرئيس الأمريكي في مجال هجرة المسلمين. على صعيد آخر، عادت (لوسولاي) للحديث عن حادث إطلاق النار في مسجد في كيبيك، حيث كتبت أن رئيس وزراء الكيبيكي فيليب كويار قال أن عملية القتل التي جرت الأحد الماضي ليست مؤشرا على فشل "العيش المشترك" في الإقليم، حتى إذا كان هناك "شياطين"، تحت مسمى كراهية الأجانب والعنصرية والإقصاء. بالمكسيك، كتبت صحيفة (ال يونيفرسال) أن الحكومة الفدرالية لديها هامش من المناورة وظروف للسوق من أجل الحفاظ على أسعار المحروقات خلال الإعلان الأسبوعي المقبل في 3 فبراير الجاري، حسب ما أكده محللون. وأضافت الصحيفة أنه وفقا للخبراء ففي حالة ما اتخذت وزارة المالية قرارا بعدم الزيادة في أسعار الوقود فإنه لن يكون هناك تأثير كبير على المالية العامة. أما صحيفة (لاخورنادا) فأبرزت أن وزير المالية والائتمان العام خوسي أنطونيو ميد أعلن، في مجلس الشيوخ خلال اجتماع للمجموعة البرلمانية للحزب الثوري المؤسساتي، أن الرئيس انريكي بينيا نييتو سيرسل إلى الكونغرس مشروع قانون لحماية التحويلات المالية للمكسيكيين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة، والتي تقدر بمليارات الدولارات. ببنما، نقلت صحيفة (لا إستريا) عن تقرير للمعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية أن 90 في المئة من المخدرات التي تصل إلى الولاياتالمتحدة تمر عبر بلدان أمريكا الوسطى، موضحة أن الكارتيلات المكسيكية حولت بلدان المنطقة إلى أرضية أساسية لتوزيع المخدرات على الصعيد الدولي بعد إبرامها تحالفات مع العصابات المحلية. وأضافت الصحيفة ان التقرير، الذي اعتمد على معطيات حديثة أعدت بين سنتي 2015 و 2016، أوضح أن هذا التحالف تسبب في ارتفاع مؤشرات العنف خاصة ببلدان مثلث الشمال بأمريكا الوسطى (غواتيمالا، هندوراس، سالفادور)، موضحة أن المنطقة تعتبر "أعنف مكان في العالم لا يعاني من الحرب". على صلة بالموضوع، أكدت صحيفة (بنماأمريكا) أن الرئيس خوان كارلوس فاريلا دعا نظيره الكولومبي، خوان مانويل سانتوس، إلى وقف تهريب المخدرات عبر الحدود بين البلدين، مبرزة أن فاريلا أكد أن إنتاج المخدرات بكولومبيا تضاعف 3 مرات وبدأت انعكاسات ذلك تتسبب في أضرار اجتماعية واقتصادية لبنما.