احتشد عدد من شباب مدينة بوجنيبة، البعيدة عن مدينة خريبكة باثنتي عشر كيلومترا، أمام ثلاث حافلات كانت تؤمّن تنقلات العاملين في المجمع الشريف للفوسفاط لمنعها من مواصلة سيرها، وتنظيم وقفة احتجاجية بالمكان من أجل المطالبة بالتشغيل في أوراش المجمع. وخرج عدد من سكان مدينة بوجنيبة لمتابعة أطوار الوقفة الاحتجاجية الشبابية، تزامنا مع الاحتفالات بعيد الشغل؛ حيث رفع المشاركون في الشكل الاحتجاجي شعارات مختلفة، من قبيل "أنا ماشي مشاغب، وأنا ماشي فوضوي، وعلى حقي راني داوي"، و"حرية، كرامة، عدالة اجتماعية". وفي الوقت الذي اختارت فيه عناصر الدرك الملكي تتبع مجريات الوقفة الاحتجاجية عن قرب، رفع الغاضبون شعار "التظاهر حق مشروع، والمخزن مالك مخلوع"، مشيرين في الوقت ذاته إلى الوضعية التي يعيشها سكان المنطقة، من خلال رفع شعار "الفوسفاط وجوج بحورا، وعايشين عيشة مقهورة"، و"سوى اليوم سوى غدا، الكرامة ولا بدَّ، والخدمة ولا بدَّ". نور الدين بخوشي، أحد المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، أشار في كلمة ألقاها وسط الحشد الغاضب إلى أن "أبناء مدينة بوجنيبة لم يكونوا في يوم من الأيام مشاغبين أو فوضيين أو مخالفين للقانون، في حين تتواجد بجانبهم شركة فوق وخارج دائرة القانون"، في إشارة إلى المجمع الشريف للفوسفاط. وأضاف المتحدث ذاته أن "المحتجين يقولون اليوم كفى من الحكرة والتهميش"، مشيرا إلى أن "المجمع الشريف للفوسفاط يستغل الفوسفاط الذي يقرّ الجميع بأنه ثروة وطنية، ولا مزايدات في ذلك ولا نقاش، لكن التأثيرات السلبية والأضرار الصحية والبيئية الناتجة عن الأشغال الفوسفاطية لا يتحمّلها ولا يعيشها سوى أبناء المنطقة". وقال بخوشي ضمن الكلمة ذاتها: "آباؤنا قضوا نحبهم داخل مغارات التنقيب عن الفوسفاط، وآخرون توفوا بسبب إصابتهم بأمراض مهنية لا يعترف بها المجمع الشريف للفوسفاط، وابتسامة أغلب أبناء المنطقة محكومة باصفرار الأسنان، بسبب الجو العام الذي يطبعه التلوث والإشعاعات، كما أننا نعيش في منطقة غير صالحة للسكن، ولو تعلّق الأمر بدولة تحرص على حقوق الإنسان ما تواجد ساكن واحد في محيط الأوراش الفوسفاطية". أما عن إقدام المحتجين على منع الحافلات من مواصلة سيرها، فقد أشار بخوشي إلى أن "المحتجين منعوها من أداء مهامها، ما يعتبره المسؤولون خرقا للقانون، لكن من يملك القدرة على الوقوف بجانبنا أمام المجمع الشريف للفوسفاط، من أجل إجباره على احترام القانون، ومنح السكان تعويضات عن الضرر"، مضيفا أن "الأجهزة الأمنية والمسؤولين يعتبروننا دائما بمثابة الحلقة الضعيفة التي يُطبّق في حقها الترهيب والاعتقال، في الوقت الذي تتم فيه حماية أخطبوط اسمه OCP، ولا أحد يجرؤ على مواجهته، باعتباره دولة وسط دولة".