قدم الملك محمد السادس ميناء طنجة المتوسط كنموذج مغربي رائد في تطوير البنيات التحتية البحرية بإفريقيا، مبرزا دوره في إعادة تشكيل المشهد المينائي الوطني، وفي تأكيد موقع المغرب كفاعل إفريقي في مجال الاقتصاد الأزرق. جاء ذلك في رسالة وجهها جلالته إلى المشاركين في قمة "إفريقيا من أجل المحيط"، التي تنعقد اليوم بمدينة نيس الفرنسية، برئاسة مشتركة بين الأميرة للا حسناء، ممثلة جلالة الملك، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وفي معرض حديثه عن المشاريع المغربية في هذا المجال، أكد الملك أن المملكة أطلقت مبادرات مهيكلة ساهمت في تعزيز تموقعها البحري، وعلى رأسها مشروع ميناء طنجة المتوسط، إلى جانب ميناءي الناظور غرب المتوسط والداخلة الأطلسي، ضمن رؤية تنموية تجعل من البحر رافعة للنمو والإدماج الاجتماعي والتنمية البشرية. وأضاف جلالته أن هذه المنشآت تستند إلى منظومات لوجستية وصناعية ضخمة، وتشكل مثالا لما يمكن أن تحققه إفريقيا حين تمتلك فضاءها البحري وتدبره برؤية استراتيجية. ويعد ميناء طنجة المتوسط أكبر ميناء للحاويات في القارة، وقد تمكن خلال السنوات الأخيرة من فرض نفسه كمنصة محورية في الربط بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط، وكأحد أبرز أوراش المملكة في تنزيل النموذج التنموي الجديد على مستوى البنيات التحتية. وشدد الملك محمد السادس على أن الاقتصاد الأزرق لم يعد ترفا بيئيا، بل أصبح ضرورة استراتيجية، داعيا الدول الإفريقية إلى توحيد كلمتها بخصوص حماية ثرواتها البحرية وضمان حصص منصفة في سلاسل القيمة العالمية.