دعت قيادات دينية إلى تغليب ثقافة الحوار بين الأديان، وإعادة النظر في النظام البيداغوجي في التعليم، من أجل مجتمعات تسودها ثقافة التسامح. واعتبر فهد أبو النصر، رئيس مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين الأديان (كايسيد)، في مداخلة له خلال اللقاء الذي نظم بمؤسسة آل سعود للدراسات الانسانية والاسلامية بالدارالبيضاء، أن الحوار يجب أن يكون اللغة السائدة التي تستعمل في المعاملات اليومية. وشدد أبو النصر على ضرورة نشر ثقافة الحوار بالتركيز على المؤسسات الدينية والعاملين في المعاهد التعليمية، والاهتمام بشبكات التواصل الاجتماعي كفضاء للحوار عوض استعمالها لإقصاء الآخر، مبرزا أهمية التعليم والإعلام ودورهما في تكريس هذه الثقافة. وقال المتحدث، خلال التدريب الثاني لبرنامج "كايسيد" للزمالة الدولية في المنطقة العربية، إن هذا البرنامج "يروم تأصيل لغة الحوار في المجتمعات حول العالم، من خلال تعليم وتدريب وتكوين قيادات تعمل على نشر ثقافة التسامح في مجتمعاتها". وأردف أن المركز "يضع نصب عينيه البلدان العربية، على اعتبار أنها تعرف سوء استخدام الهوية الدينية لتبرير العنف والهجمات الإرهابية، خاصة أن المنطقة تعرف استغلال الهويات الدينية واستعمالها لأغراض سياسية، ما يسهم في تأجيج الصراعات الطائفية"، وفق تعبيره. من جهته، محمد جنجار، نائب المدير العام لمؤسسة الملك عبد العزيز في الدارالبيضاء، أكد على أن "الحوار هو اللجوء إلى الكلمات وليس اللكمات، وأن يكون بالعقل ونسج العلاقات الإنسانية". وقال جنجار: "نجاح الحوار بين الأديان يتمثل في التعليم؛ حيث وجب جعل النظام البيداغوجي يربّي ملكات النقد لدى النشء، وتربيتهم على قبول الرأي الآخر". ودعا المشاركون من المتدربين في برنامج الزمالة الدولية لقيادات الحوار بين الأديان، الذين يمثلون اثني عشر بلدا، من بينها المغرب، إلى إيلاء أهمية قصوى للتعليم والإعلام، خاصة في ظل تنامي استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، على اعتبار أنهما محددان أساسيان لبناء الحوار في العالم العربي على وجه الخصوص. كما أوصوا بضرورة إدماج وزارات التربية والتعليم في الحوار بين الأديان، من أجل تجنب مشاكل الإقصاء والعنف والبحث عن الأسباب ومعالجتها. وتركز دورة "كايسيد" لهذه السنة على بلورة أفكار المشاركين لتكوين مبادرات حوارية مستدامة تهدف إلى نشر ثقافة الحوار، وتقديم المشورة والمعونة.